الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    21 - باب ما جاء في جر الإزار

                                                                                                                                                                    [ 4037 / 1 ] قال مسدد والحميدي: ثنا سفيان قال: سمعت زيد بن أسلم يقول: بعثه أبوه إلى ابن عمر قال: فدخلت عليه بغير إذن، قال: فعلمني فقال: إذا أردت أن تدخل فاستأذن، فإن أذن لك فسلم وادخل [فما حاجتك؟] قال: أرسلني أبي إليك يطلب منك أن تكتب له إلى قيمك بخيبر [بسفطين] عليهما الأقط، فكتب إليه فجعل له [سفطين] طويلين عريضين، ثم قال لي: أرضيت؟ قلت: نعم قال: ثم مر ابن ابنه واقد وعليه ثوب جديد، وهو يجر إزاره، فقال: ارفع إزارك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا ينظر الله إلى من جر إزاره خيلاء".

                                                                                                                                                                    [ 4037 / 2 ] رواه أحمد بن منيع: ثنا [عبيدة] بن حميد، عن العلاء بن المسيب، عن إبراهيم مولى بني هاشم، عن نافع، عن ابن عمر قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاحتبى [ ص: 510 ] بين يديه، فقال: يا رسول الله، علمني فإني أعرابي جاف. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تصب من إنائك في إناء صاحبك، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك، وإياك وجر الإزار، فإن جر الإزار من المخيلة".

                                                                                                                                                                    [ 4037 / 3 ] ورواه أبو يعلى الموصلي: ثنا سريج، ثنا عبيدة بن حميد التيمي، حدثني العلاء بن المسيب، عن إبراهيم مولى بني هاشم، عن نافع، عن ابن عمر قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاحتبى في بردة بين يديه ... " فذكره بتمامه، وزاد: "وإن امرؤ شتمك فعيرك بأمر يعلمه منك، فلا تعيره بأمر تعلمه منه فإنه يكون وبال ذلك عليه وأجره لك".

                                                                                                                                                                    [ 4037 / 4 ] قال: [حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع أبو بشر السكوني] ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثنا داود [عن رياح] بن عبيدة، [عن أسيد] بن عبد الرحمن [أخي عبد الحميد] - وهو ابن سودة بنت [عبد الله] - عن ابن عمر قال: "لبست ثوبا (جديدا) فأتيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند حجرة حفصة في ليلة مظلمة، فسمع قعقعة الثوب، فقال: من هذا؟ فقلت: عبد الله بن عمر. قال: ارفع (إزارك) فإن الذي يجر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه. [قال]: وكان إزاري تلك الليلة إلى نصف ساقي".

                                                                                                                                                                    [ 4037 / 5 ] قال: وثنا محمد بن بشار قال: ثنا أبو عامر العقدي، ثنا [أيوب بن] [ ص: 511 ] ثابت المدني، سمعت خالد بن كيسان قال: "كنت مع ابن عمر قاعدا، فمر فتى يجر سبله، فقال [لي]: ادع هذا الشقي. قال: فدعوته، قال: فقال له: ارفع إزارك. قال: فرفعه فوق عقبه، فقال ابن عمر: هكذا (إزرة) رسول الله صلى الله عليه وسلم أو هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن (نتزر) ".

                                                                                                                                                                    [ 4037 / 6 ] قال: وثنا هاشم بن الحارث، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر، قال: "كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من حرير من حلل السيراء، مما أهداها إليه فيروز، فلبست الإزار فأغرقني عرضا وطولا فسحبته، ولبست الرداء [فتقنعت] به ثم أتيته، فقال: يا عبد الله، ارفع الإزار; فإن ما مس التراب إلى أسفل الكعبين من الإزار في النار. قال عبد الله بن محمد: فلم أر أحدا أشد تشميرا للإزار من ابن عمر".

                                                                                                                                                                    [ 4037 / 7 ] قال: وثنا سويد، ثنا فضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا لا تتركوا ركعتي الفجر، فإن فيهما الرغائب، ولا تموتن وعليك دين فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، إنما هي حسنات وسيئات جزاء بجزاء وقصاص بقصاص، ولا تبرأ من ولدك في الدنيا فتفضحه على رؤوس الناس; فيتبرأ الله منك يوم القيامة فيفضحك على رؤوس الأشهاد، ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه".

                                                                                                                                                                    [ 4037 / 8 ] ورواه أحمد بن حنبل: ثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ثنا أيوب، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي إزار يتقعقع، فقال: من هذا؟ فقلت: عبد الله بن عمر. قال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك. فرفعت إزاري إلى نصف الساقين. فلم تزل إزرته حتى مات". [ ص: 512 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية