13 - باب ما جاء في النظر في النجوم
[ 3960 ] قال ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة: إبراهيم أبو إسحاق، ثنا ثنا المحاربي عبد الرحمن بن محمد، عمر بن حسان، عن عن يوسف بن زيد، عبد الله بن عوف بن الأحمر "أن مسافر بن عوف بن الأحمر قال حين انصرف من لعلي بن أبي طالب الأنبار إلى أهل النهروان: يا أمير المؤمنين، لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات تمضين من النهار. قال ولم؟! قال: لأنك إن سرت في هذه الساعة أصابك أنت وأصحابك بلاء وضر شديد، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وظهرت وأصبت ما طلبت. علي:
فقال ما كان علي: لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم ولا لنا من بعده، هل تعلم ما في بطن فرسي هذه؟ قال: إن حسبت علمت. قال: من صدقك بهذا القول كذب القرآن، قال الله - عز وجل: ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا [ ص: 473 ] تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ما كان محمد صلى الله عليه وسلم يدعي علم ما ادعيت علمه، تزعم أنك تهدي إلى علم الساعة التي يصيب السوء من سافر فيها؟ قال: نعم. قال: من صدقك بهذا القول استغنى عن الله في صرف المكروه عنه، وينبغي للمقيم [بأمر] أن يوليك الأمر دون الله ربه; لأنك أنت تزعم هديته إلى الساعة التي ينجو من السوء من سافر فيها، فمن آمن بهذا القول لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ دون الله ندا وضدا، اللهم لا طائر إلا طائرك، ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك. نكذبك ونخالفك ونسير في هذه الساعة التي تنهانا عنها، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس، إياكم وتعلم هذه النجوم إلا ما نهتدي بها في ظلمات البر والبحر، والله [لئن بلغني] أنك تنظر في النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيت وبقيت، ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان. ثم سار في الساعة التي نهاه عنها، فأتى أهل إنما [المنجم] كالكافر، والكافر في النار، النهروان فقتلهم، ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها فظفرنا - أو ظهرنا - لقال قائل: سار في الساعة التي أمرنا بها المنجم، ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم ولا لنا من بعده، فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر وسائر البلدان، أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به; فإنه يكفي مما سواه".