القسم الرابع : أن ، فإن ذلك يشعر بأن تلك الصفة هي علة التفرقة في الحكم ، حيث خصصها بالذكر دون غيرها ، فلو لم تكن علة لكان ذلك على خلاف ما أشعر به اللفظ ، وهو تلبيس يصان بنصب الشارع عنه . يفرق الشارع بين أمرين في الحكم بذكر صفة
وذلك منقسم إلى ما يكون أحد الأمرين مذكورا في ذلك الخطاب دون ذكر الآخر ، وإلى ما لا يكون مذكورا فيه [1] الأول : كما في قوله - عليه السلام - : " " فإنه خصص القاتل بعدم الميراث بعد سابقة إرث من يرث . القاتل لا يرث
والثاني : فمنه ما تكون التفرقة فيه بلفظ الشرط والجزاء كقوله : " " إلى قوله : " فإذا لا تبيعوا البر بالبر " اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم يدا بيد
ومنه ما يكون بالغاية كقوله تعالى : ( ولا تقربوهن حتى يطهرن ) .
ومنه ما يكون بالاستثناء كقوله تعالى : ( فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون ) .
ومنه ما يكون بلفظ الاستدراك كقوله تعالى : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ) .
ومنه أن يستأنف أحد الشيئين بذكر صفة من صفاته بعد ذكر الآخر كقوله - عليه السلام - : " " . للراجل سهم وللفارس ثلاثة أسهم