الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعل من أخذ مالا سقط من ضيفه ويريد أن يتوب

السؤال

رجل وجد بعض المال في منزله سقط لامرأة زارته ولما وصلت إلى منزلها رجعت إليه وقالت له سقط لي المال هنا في دارك فأنكرهذا الرجل لأنه كان مخصوصا في تلك الوقت وبعد مرورعشرين سنة ندم والآن لا يعرف مكانها ولا يعرف عائلتها فهل يجوز له أن يتصدق بذلك المال على الفقراء أم لا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنكار هذا الرجل وجود المال وهو قد وجده في منزله ويعلم أنه ساقط من المرأة التي زارته، يعتبر – في الحقيقة - نوعا من السرقة.

والسرقة ذنب كبير وخسة، وقد حذر منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: ... ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن... الحديث رواه البخاري ومسلم. وقال: لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده . رواه البخاري ومسلم. إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة.

فعلى هذا الرجل أن يتوب إلى الله مما ارتكبه من الإثم، ومن تمام توبته أن يسعى بكل وسيلة يستطيعها في رد ذلك المال إلى صاحبته ، فإذا عجز عن إيصاله إليها، ويئس من ذلك فلا بأس بأن يتصدق به عنها، لا عن نفسه.

ثم إن وجد صاحبة الحق يوما من الدهر أو ورثتها خيَّرهم؛ فإن شاءوا أمضوا تلك الصدقة ولهم أجرها، وإن شاءوا أعطاهم مثل ما تصدق به، وكان حينئذ أجر تلك الصدقة له هو.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني