السؤال
ابنة خال زوجي لها أربعة أطفال وتعاني من مرض مزمن يحتاج إلى مصاريف التحاليل والأدوية طوال عمرها, إلا أن الدخل المادي لزوجها لا يكفي إلا للأكل والشرب ومصاريف الدراسة حتى أنها تضطر للسلف لشراء الدواء، ولهذا قررت أن أساعدها وأتحمل مصاريف العلاج إن شاء الله, فهل هذا العمل يعتبر صدقة جارية أم لا؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصدقة الجارية هي الوقف (الذي يحبس أصله وتسبل منفعته ويستمر ثوابه)، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.
وعليه فما قررته من أنك ستساعدين بنت خال زوجك وتتحملين عنها مصاريف العلاج لا يعتبر صدقة جارية، ولكنه صدقة حسنة وفعل يحبه الله تعالى، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. رواه الطبراني وحسنه الألباني، وفي لفظ آخر: خير الناس أنفعهم للناس. رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني.
ومن ذلك ما في مسلم والمسند وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. الحديث.
والله أعلم.