الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينال الحريص على ثواب الطاعة كاملا لو كان يجهل الثواب

السؤال

في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، أحد معاني الحديث أن الأجر يكتب بحسب نية الإنسان، سؤالي هو: بالنسبة للعبادات التي ورد فيها أكثر من نية ثابتة بالأحاديث الصحيحة، إذا تذكرت بعض النيات ونسيت أن أنوي البعض الآخر أو لا أعلمه أصلا فهل يكتب لي أجر فضل العمل كله (ما نويته وما نسيته أو ما لا أعلمه)، مثال: قول سبحان الله وبحمده 100 مرة يغفر الذنوب (الصغائر) وأيضا بكل واحدة يغرس لك نخلة في الجنة، فهل إذا نويت النية الأولي مثلا ونسيت الثانية وشرعت في الأذكار فهل يكتب لي الأجر الآخر لأنه ثابت في حديث صحيح أم لا يكتب لي الأجر لأنني لم أنوه، كذلك تعدد النيات في الصوم، وفي المكث في المسجد، والمشي إلى المسجد، وفي الصدقة، وكثير من الأعمال الأخرى، حيث إن أي عمل في الإسلام غالبا له أكثر من فضل، ولذلك قالوا: العلماء تجار نوايا وأنا من عامة المسلمين وأكيد هناك نوايا لأعمال أنا أعملها ولها فضائل أخرى أنا لا أعلمها، فهل يكتب لي فضل العمل بكل نية أتذكرها وأنويها، أم يكتب لي كل فضائل هذا العمل طالما هي ثابتة وأنا فعلتها حتى وإن كنت علمت البعض وجهلت البعض الآخر؟ جزاكم الله خيراً ونفعكم بعلمكم وزادكم من فضله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الإنسان حريصاً على الحصول على جميع ثواب تلك الطاعة التي يريد فعلها، لكنه نسي بعض ذلك الثواب أو جهله فإنه -إن شاء الله تعالى- يحصل على جميع ثواب تلك الطاعة ولو نسي بعضه أو جهله، هذا ما تقتضيه سعة رحمة الله تعالى وعظيم وفضله، وراجع الفتوى رقم: 64233.

والمسلم دائماً يسعى للتفقه في أمور دينه، وكلما تفقه في دينه أكثر كان ذلك أوفر له ثواباً وخيراً عند الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني