الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين آية: يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ.. وحديث: إذا مات الإنسان انقطع عمله..

السؤال

أسأل توضيح هذا الأمر وفقكم الله :نحن على يقين بأن القرآن الكريم والسنة المباركة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام لا تتعارضان بل إن السنة هي تفسير لكثير من كلام الباري ولكن أود أن توضحوا لي أعانكم الله وجه الشبه بين الآية الكريمة (يوم لا ينفع مال ولا بنون..... الآية) والحديث ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله ....... ولد صالح يدعو له) السؤال: يقول الباري لاينفع الولد، والرسول الكريم يقول مضموناً ينفع. هو ليس تشكيكا، لا سمح الله أن أقع في وسواس الشيطان الرجيم، ولكن لمحاولة التعلم من أي آية أو حديث..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فليس هناك تعارض بين قوله تعالى : يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {الشعراء :88ـ89} والحديث الشريف: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلامن صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له . رواه مسلم. لأنه ليس في الآيتين أن المال والبنين لا ينفعان مطلقا، بل المعنى أن المال والبنين ينفعان من كان سليم القلب من الكفر والنفاق وهوالمؤمن ، أما غيره فلا ينجيه ماله وبنوه من عذاب الله .

قال البيضاوي في تفسيرالآيتين : لاينفعان ، إلا مال من هذا شأنه وبنوه ، حيث أنفق ماله في سبيل البر، وأرشد بنيه وحثهم على الخير وقصد بهم أن يكونوا عبادا لله مطيعين شفعاء له يوم القيامة .

قال النسفي : أي أن المال إذا صرف في وجوه البر وبنوه صالحون فإنه ينتفع به وبهم سليم القلب .

كما أن المقصود بالإنسان في الحديث هو المؤمن دون غيره؛ لقوله تعالى: لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين .

وراجع الفتوى رقم: 3960.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني