السؤال
عندي كلام كثير أقوله فعذرا لو خانني التعبير عما بداخل نفسي .. سيدي أنا فتاة عمري 25 جميلة و متعلمة ومن عائلة طيبة .. أحب ديني كثيرا وأحاول بقدر استطاعتي التزود منه لحياتي القادمة .. أنا أحب الله كثيرا لهذا أعمل ما يرضيه و أبتعد بقدر طاقتي عن إغضابه خوفا من عقابه لي .. مررت بفترة شديدة منذ عدة أشهر .. وكنت أحس بأن هذه الشدة بسبب ذنوبي التي كنت أرتكبها في تلك الفترة و بسبب غفلتي عن مرضاة الله (ربما هي ذنوب بسيطة في نظر الآخرين ولكنني كنت أراها كالجبال) .. والحمد لله مرت الأزمة وربما ربي حرمني من نعمة معينة في ذلك الوقت بسبب ذنوبي ولكن من ذلك الوقت و حتى هذه اللحظة و أنا أستغفر الله يوميا لجميع ذنوبي و أبكي بين يدي رحمته في الليل و النهار خصوصا في شهر رمضان المبارك .. ومن وقتها وأنا أحاول البحث في داخل نفسي عما ارتكبت من ذنوب و أحاول إصلاح نفسي بقدر طاقتي واجتهادي عملا بالآية إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. ولقد تركت أشياء كثيرة كنت أعملها وأحبها .. تركتها ابتغاء مرضاة الله وإرضاء لوجهه الكريم .. ولقناعتي أن الذنوب هي التي تجلب النقم على الإنسان .. وأنا أدعو الله ليلا و نهارا بأن يتوب علي و يعفو عن ذنوبي و ييسر لي أمري ويفك عني كربتي ويجعل لي من عنده مخرجا .. كما أنني ألزم الاستغفار و لساني دائما يلهث بكثرة الاستغفار لله تعالى .. ومع ذلك .. ومع كل ماذكرت أشعر التوتر و الحزن في داخلي .. ربما ذنوبي بسيطة جدا مقارنة مع غيري من الفتيات .. ولكنني أجدها كالجبال .. أثق برحمة الله و مغفرته ولكن كلما أذنبت ذنبا ولو كانت مجرد كلمة ربما فيها غيبة أحس بالألم في داخلي و ألوم نفسي على كثرة أخطائي و ينتابني إحساس أن كل ما بنيته سيذهب هباء وكأن الله تعالى يتربص لأخطائي .. هذا ما ينتابني من شعور في بعض الأحيان مع أنني في الأغلب أثق في رحمة الله تعالى .. شيخي .. ما أصعب الصبر على الابتلاء في هذه الدنيا وأنا أحس نفسي الآن في ابتلاء ولكنني أجد نفسي ضعيفة في بعض الأحيان و غير قادرة على مواجهة الحياة .. أحس بأن نفسي لا تقوى على تحمل كل هذا الألم الذي في داخلي لهذا أدعو الله دائما رب لا تحملني ما لا طاقة لي به .. وأستمر في الدعاء ولي سنوات وأنا مواظبة على الدعاء بجد و اجتهاد ربما لا يستطيعه غيري .. ومع هذا أجد الحال هو الحال .. أنتظر الفرج يوما بعد يوم .. وهو إحساس رهيب أن تعد الأيام حتى يأتيك الفرج و لا تجده ولا تجد من الضيق مخرجا .أنظر من حولي وفي محيطي وفي عائلتي أجدهم يعيشون حياتهم براحة دون الإحساس بالذنب لأقل الذنوب دون المداومة على الدعاء .. دون التقرب من الله والحرص على فعل الخيرات أحس بأنهم يفعلون القليل و يحصلون على الكثير وهل أكثر من راحة البال و الطمأنينة ؟؟ أنا التي أحافظ على ذلك أجد نفسي مقصرة ومضطربة وحزينة لا أدري هل هو خطأ في داخلي هل هذا الشعور ناتج عن تقصير مني أم هو شعور طبيعي لأطمع دائما بالمزيد . أنا كلي ثقة و يقين بأن القدر مكتوب و ما أصابنا لم يكن ليخطئنا و ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا أثق تماما بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب لنا أخاف من المكتوب أخاف أن يستمر الحال على ما هو عليه ربما سنة أو سنتين أو أربع أو أكثر من يدري كيف سأحتمل كل هذا الألم كيف ستمر علي هذه الأيام وهل سأجد سعادة فيها أحمل هذا الهم و أخاف منه كثيرا ولكنني أرجع و أقول من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا وأنه من يعمل الصالحات سيحييه الله حياة طيبة .. هذا وعد الله لنا والله لا يخلف وعده .. وأنا في كل مراحلي صدقت مع الله وعاهدته على عدم العودة إلى ذنوبي وعدم تكرارها على قدر استطاعتي وأنا مستمرة على وعدي ولكن أين الفرج أين المخرج عذرا شيخي على الإطالة ولكنه ألم كبير في داخلي يمنعني من السعادة وليسامحني الله إن كنت أخطأت دون قصد مني .. أريد ردك يا شيخ أريد ما يطمئن قلبي ويسد أي باب للشيطان لأنني أحس الشيطان يلعب برأسي و يسد الأبواب في وجهي وادعو لي أن يفرج الله كربتي و يفتح لي أبواب رحمته و يجعل لي من كل ضيق فرجا ..