السؤال
بسم الله الرحمن الرحيملي هرة صغيرة أربيها وأحميها ولكنني أحيانا أغضب من تصرفاتها فأقوم بعقابها ولكنني أحيانا وبدون سبب قوي أغضب منها وأعاقبها وذات مرة عاقبتها عقابا قاسيا ولكنني ندمت على ذلك وأستغفرت ربي ووعدت بأني لن أعيد ذلك مرة أخرى وأنا الأن نادمة على فعلتي تلك مع العلم أني أطعمها وأغسلها وألاعبها وأحميها وأنظف مكان مبيتها ولكن للحظات أغضب منها فأؤذيها ثم بعد ذلك أندم وأحيانا أبكي فهل عملي هذا يضيع أجري في تربيتها أم أن الله يغفر لي خطيئتي ولا يمحو ذلك إحساني لها ...أنا أحبها وأتمنى أن تكون في ميزان حسناتي وليس العكس هل يغفر الله لي معاقبتها أحيانا مع العلم أني منذ الآن لن أعاقبها بشدة وأخيرا أخي عندما يلاعبها يؤذيها وأنا أدافع عنها ولكنه أحيانا يأخدها غصبا عني فهل علي إثم في ذلك فأنا أحاول الدفاع عنها ما استطعت ولكنه يؤذيها حيت يقوم بسحب ذيلها وهي تكره ذلك ولكني أمنعه من ذلك ولا أستطيع فهل علي إثم وأنا الله أحبها ولا أحب من يؤذيها ومن أجلها أكبح جماح غضبي عندما أغضب وفي أكثر من مرة نجحت في ذلك وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المرء يثاب على ما يفعل من الإحسان إلى البهائم، ويعاقب على أذيتها بغير حق، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: بينما رجل يمشى بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً، فقال: في كل كبد رطبة أجر.
وفي الصحيحين أيضاً من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
فعليك أن تتقي الله -أيتها الأخت الكريمة- في تلك الهرة، وإذا كنت لا تستطيعين حمايتها من أخيك أو غيره، فلتتركي لها الحرية لتنجو بنفسها مما يلحقها من الأذى، وعما إذا كان الله سيعذبك أو يغفر لك ما كنت تفعلينه بها، فإن ذلك يتوقف على صدق توبتك وإخلاصك، مع أن التعذيب والمغفرة هما من الأمور الغيبية التي لا يمكن القطع بما سيكون منها قبل أن يقف الناس أمام المحاسبة بين يدي الله.
والله أعلم.