السؤال
أود أن أستفسر عن شيء، وإذا لم أجد له إجابة فيمكن أن يسبّب لي وسوسة.
لقد علمت جواز قتل الكلاب غير المؤذية عند بعض أهل العلم، فلماذا؟ أليست أمة مثلنا؟ وإذا كان قتلها جائزًا؛ فلماذا خلقها الله؟ وفي إحدى المناطق انزعج بعض الناس من كثرة الكلاب في منطقتهم، فسمّموها، وبعد مدة ظهرت ثعابين صغيرة، واتضح أن الكلاب كانت تقضي على تلك الثعابين؛ فللكلاب فائدة في التوازن البيئي، فكيف أجاز بعض أهل العلم قتل الكلاب؟
النقطة الثانية: وعلمت أيضًا أن العلماء يقولون: إنه يجوز قتل الكلاب والقطط التي تسرق الدجاج أو الغنم، فإذا سرقت القطط من جزّار قطعة لحم، أو سمكة من محل أسماك، فهل يجوز قتلها؟ وإن كانت الإجابة: نعم، أليس هذا بكائن حي يجوع مثلما نجوع، ونحن البشر لدينا السبيل للرزق، وطلب الطعام متى شئنا، وهذه الكائنات التي لا صوت لها، تسرق قطعة لحم، أو سمكة، وتجري حتى تأكلها، أو تطعم صغارها، فإذا تركتها تأخذ شيئًا مني من باب إطعام الحيوان، أو أقول: هذا رزقه، وأحتسب ذلك عند الله؛ فهل عليّ إثم؟ وهل يجوز في هذه الحالة قتلها -سواء كانت قطة أو كلبًا-؟ فأنا أفكّر في حالها؛ فإنها تفعل ذلك من شدة جوعها.
وقد كنت أتحدث مع والدتي عن اختلاف المذاهب، وأنه يمكن أن يختلف حكم المذاهب في المسألة الواحدة، فقالت لي: كيف ذلك؟ فقلت لها: يختلفون في المسائل الفرعية، وهذا الاختلاف سعة ورحمة.
فقالت: كيف يختلفون في شيء، فمذهب يحرّمه، ومذهب يحلّله؟ فقلت لها بسرعة: لا تقولي ذلك، فليست هناك مسألة تحمل التحريم والتحليل في آن واحد، فمثلًا خلافهم في غسل الكافر بين الاستحباب والوجوب. وخلافهم في الاستنجاء باليد اليمنى بين الكراهية والتحريم، ولكني علمت مسألة قتل الكلاب غير المؤذية، وأن الأقوال فيها بين الجواز والتحريم والكراهية، فهل ما قلته لوالدتي: إنه ليس هناك مسألة تحمل التحريم والتحليل معًا يكفرني؟ وجزاكم الله خيرًا.