الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقترض بالربا بنية إعادة أصل المال فقط

السؤال

أنا اعيش في بريطانيا وأريد أن أخذ قرضاً من البنك وذلك للضرورة في أمر تسديد سكني والمبلغ تقريبا 20.000 جنيه، الموضوع هو أنني لاجىء سياسي في بريطانيا من أصل فلسطيني أعيش مع زوجتي وأطفالي في بريطانيا بالنسبة إلى وضعي القانوني لا يسمح لي بالحصول على رخصة عمل وذلك حسب قوانينهم الخاصة بهم في بريطانيا ولكن هم يعطوني مبلغا شهريا لكي أعيش منه والحمد لله هو يكفيني المشكلة الكبرى هي الأطفال لا أريد أن ينشأ أولادي في هذا البلد فأنا أريد أن أرجع إلى بلد عربي مسلم في أسرع وقت ممكن لذلك أحتاج إلى شراء بيت متواضع لكي أعيش فية وأريد أن أخذ قرضا من البنك بقيمة 20 ألف ( عشرون ألف جنيه ) وموضوع القرض ميسر في بريطانيا ولكن كما تعلمون فإن هذا القرض ربوي ومن بنوك ربوية الذي أريده هو أنني أريد أن آخذ القرض وأسدده كما كان في الأصل 20 ألف بدون دفع الزيادة بمعنى أنني سوف أعيد الأموال إلى أصحابها ولكن فقط كما كانت بدون زيادة. علما أنني سوف أعيد أصل المبلغ لهم وبدون أن أعرض نفسي الى المشاكل يعني سوف أعيد المال بطريقة قانونية . هذه بعض الأراءلقد وقعت معهم عقدا هناك من يقول إن العقد في الأصل باطل لأنه ربوي وهناك من يقول إنهم هم سبب إخراجنا من فلسطين وعليهم دفع جزء من الثمن الذي دفعناه وهناك من يقول إنه غنيمة من الكفار المعتدين علينا وهناك من قال إن فيها غشا ولا يجوز أخذ المال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك الإقدام على إبرام عقد قرض ربوي، ولو كنت تستطيع عدم دفع الفوائد الربوية، لأن مجرد إبرامك لهذا العقد يقتضي الإقرار بالربا والرضى به. وبلاد الكفار التي يدخلها المسلم بأمان ـ ولو كانت هذه البلاد تحارب المسلمين ـ يحرم عليه أن يخون أهلها في أموالهم أو أن يغدر بهم لأن ذلك نقض لعهد الأمان الذي بينه وبينهم وقد قال جل وعلا: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ {النحل: 91}. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة: 1}. كما أن ذلك موجب للطعن في الدين، والصد عن سبيل الله تعالى، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 17269، والفتوى رقم: 19127 ، والفتوى رقم: 20632 ، والفتوى رقم: 22156.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني