السؤال
توفي شاب أعرفه من بعيد، وهو متزوج وله أولاد، وتوفي غالبا بسبب المشاكل المادية، والديون التي لم يعرف كيف يسددها، وعليه دين كبير جدا، ولأشخاص كثيرين جدا، بسبب تجارته، وليست له أملاك لبيعها للتسديد، وليست له تركة، وكان يعمل في التجارة، واستدان مبالغ كبيرة على أمل أنه عندما يربح فسيسددها، لكنه توفي قبل أن يسددها، والدائنون تضرروا بشكل كبير جدا بعد وفاته، بسبب المبلغ المستدان منهم - يعادل: 600 ألف دولار لجميع الدائنين- وقد كان يريد سداد دينه، ولكنه توفي قبل أن يقوم بذلك، فسألت مؤسسات خيرية هل هناك شيء يمكن عمله لتسديد دين المتوفى؟ فلم يرد عليَّ أحد، وأنا أعمل في شركة، وأقبض حوالي: 290 دولارا، وقد عقدت النية لوجه الله، ولأن هذا الشخص لا يستطيع أن يرجع إلى الدنيا ويسدد ما عليه، وخوفا من أن يأتي يوم القيامة يحمل هذه الديون على كتفه بأنني سأحاول تسديد ما أستطيع، لأن دخلي يعتمد على عملي، فقلت في نفسي إنني أريد تسديد مثلا: 50 دولارا شهريا للدائنين دون أن يعرفني أحد، ولكنني خائفة من شيئين:
1- أن يستنقص الدائنون حجم المبلغ، لأن مبالغ الديون كبيرة، وبالتالي يضغطون على أهل المتوفى، أو يجرحونهم، وليس بأيدهم شيء، أو أن يشعر أهل المتوفى بالحرج، ويظنون أنها صدقة، وشفقة عليهم، والموضوع ليس كذلك، فلو كنت في مكان المتوفى لشعرت بهول ما سآتي به يوم القيامة.
2- أنا متخوفة من أنني قد أحمل نفسي فوق طاقتها، لأنني أجلس لأحاسبها، وأخاف أن ينقطع عملي، أو يقل الراتب، أو أن احتياجاتي قد تزيد في مرحلة ما.
علما بأنني لست متزوجة، ولا ولد لي، ولديَّ النية بأن أكفل يتيما، أريد ثواب: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين- فما العمل؟ وهل آخذ هذه الخطوة بالفعل؟ وما الذي يمكن أن ألجأ إليه لتسديد دين المتوفى؟ وأستمر في قراء الأدعية، ودائما أقول كما في الحديث: ثلاث حق على الله عونهم.... ومنهم المكاتب الذي يريد الأداء- ويشهد الله سبحانه وتعالى -وهو أعلى وأعلم- أنه -رحمه الله- كان يريد السداد، كما ألتمس منكم المشورة والنصيحة.