الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبارك الله فيك، وجزاك خيرا على هذه النية الحسنة، فقضاء دين الميت، والمبادرة إلى ذلك، من الإحسان إليه، ما دام لم يترك وفاء، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تزال نفس ابن آدم معلقة بدينه حتى يقضى عنه. رواه الترمذي، وأحمد، واللفظ له.
والمعنى كما قال السيوطي: أي محبوسة عن مقامها الكريم، وقال العراقي: أي أمرها موقوف، لا حكم لها بنجاة، ولا هلاك، حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا؟ انتهى.
لكن يرجى أن تكون نيته، وعزمه على قضاء الديون سببا لقضاء الله عنه، فإن رحمة الله تعالى، ولطفه، وواسع جوده، كل ذلك يقتضي أن لا يؤاخذ بذلك، بل يتولى الله تعالى أصحاب الحقوق حتى يرضيهم، فقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله تعالى.
وعلى كل، فإن سدادك لدين الميت، أو بعضه، هو من جملة الإحسان إليه، ولك الثواب فيه، وإن رأيت أن هنالك ما هو أولى بالتقديم، أو صرف المال فيه؛ فلا حرج عليك في ترك ما عزمت عليه من سداد دين ذلك المتوفى.
وللاستشارات قسم خاص بموقعنا يمكنكم التواصل معه، وفقكم الله لكل خير.
والله أعلم.