السؤال
أنني منذ عشر سنوات كان يوجد منزل بحديقة صغيرة، ولكن لم نعش فيه لأن لنا منزلاً كبيراً يجمع الأسرة وكنت أنا المتابع للمنزل والحديقة متابعة أسبوعية، وكان هناك كلبان صغيران ألقى بهما أطفال داخل الحديقة وكنت أتابع لهما الماء والطعام إلا أني بعد فترة تكاسلت في المتابعة للمنزل نعم وكنت أؤجل الذهاب إلى المنزل يوماً بعد يوم حتى جاءني أحد الجيران وقال لي لماذا لا تتابع الحديقة لقد مات الكلبان، إما من العطش أو عدم وجود طعام فتألمت جداً لهذا الخطأ وندمت على تكاسلي وتقصيري، وأنا الحمد لله أديت فريضة الحج هذا العام، إلا أنني أخشى من موت الكلبين أن يكون سببا في عدم قبول صلاتي وحجي وصيامي عند الله عز وجل، فهل هناك فدية لذلك وأتمنى من الله أن يسامحني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد عظم الله أمر الحيوانات وجعل تعذيبها سببا لدخول النار ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض.
فكان من واجبك أن لا تتهاون في أمر هذين الكلبين، وأن تحتاط في إطعامهما وشرابهما، أو أن تخلي سبيلهما ليحصلا لأنفسهما الأكل والشرب، ولكن بما أنك لم تتعمد تعذيبهما وقتلهما، وإنما حصل ذلك منك على سبيل النسيان والخطأ، فعسى أن لا يكون عليك فيه من إثم.
قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الأحزاب:5]، وروى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وليس في فعلك هذا فدية وإنما يكفيك أنك لم تتعمده، وأنك تألمت من حصوله وندمت له ندما شديداً، ونسأل الله تعالى أن يتقبل صلاتك وحجك وصيامك.
والله أعلم.