السؤال
سؤال شرعي يتعلق بإثبات الملكية:
أبي مهندس ورجل أعمال كبير، وقد شارك مع اثنين من رجال الأعمال في مشروع بينهم وبين وزارة المالية عام 1958م، وهذه الشركة لم تنجز مشاريعها المتفق عليها حسب طلب وزارة المالية، فأوعزت وزارة المالية إلى المصرف التجاري للقيام بحجز احتياطي على الشركاء الثلاثة، وقد كان أبي واحدًا منهم، ولكنه كان قد انسحب من الشراكة في نفس العام، أي: عام 1958 إلا أنه -رحمه الله- لم يُعلم وزارة المالية، فوقع عليه الحجز الاحتياطي على كل أملاكه كلها، واضطر لرفع دعاوى كثيره في محاكم البلد لرفع الحجوزات، وهي تأخذ وقتًا طويلًا، وقد ربح الدعاوى كلها في السبعينيات، إلا أن أحكام رفع الحجوزات الاحتياطية عنه لم تتم؛ مما اضطر أبي إلى أن يكتب قسمًا كبيرًا من أملاكه باسم والدتي، كإجراء وقائي، مضطرًّا لا اختيارًا؛ لتجنب أن يشمل أملاكه الحجز أيضًا، وبقي على هذا الحال منذ عام 1958 إلى عام 1981، حيث توفي والدي فجأةً عام 1981، وبعد وفاة والدي قمنا بإجراءات رفع الحجز، وتم رفع الحجز نهائيًّا عن أملاك والدي عام 1992، إلا أن الأملاك التي سجلها أبي باسم والدتي بقيت باسمها.
وكان لأبي والد ووالدة على قيد الحياة، فطالبا والدتي بعد وفاة ابنهما بحصتهما من تركة ابنهما في الأملاك التي هي باسم والدتي، إلا أن والدتي اعتبرت أن هذه الأملاك كلها باسمها، وتعود ملكيتها إليها، ورفضت إعطاء شيء من هذه الأملاك إلى والديه.
ثم توفي جدي عام 1983، وبعده جدتي عام 2001، وبقيت والدتي ونحن أبناؤها نصرف من هذه الأملاك- أملاك والدي المسجلة باسم والدتي- إلى أن توفيت والدتي عام 2014، وعادت أملاكها كلها إلينا الآن نحن أبناؤها -ثلاث إناث وذكران-.
الآن واعتبارًا من عام 2014 جاء أعمامنا وعمّاتنا بعد وفاة والدتنا، يطالبوننا بحق والديهم- أي: جدنا وجدتنا المتوفين- في الأملاك التي كانت باسم والدتنا، والتي تعود إلينا قانونًا بعد حصر إرث أجريناه، وتم حصر هذا الإرث فينا نحن أبناؤها الخمسة، فهل يحق لأعمامنا وعمّاتنا الآن مطالبتنا بحقّهم من إرث أبيهم وأمهم؟ وهل علينا إثم إذا اعتبرنا أن هذه التركة هي من أمّنا، ونحن ورثتها الشرعيون؟ وما حكم الشرع في هذه القضية؟ جزاكم الله خيرًا.