السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث طويل فيه أن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد، لا يقبل الله من تارك الصلاة صومه، ولا زكاته، ولا حجه، ولا صدقاته، ولا عمله. يا محمد: تارك الصلاة ملعون في التوراة والإنجيل والزبور، والفرقان، تارك الصلاة ينزل عليه كل يوم وليلة ألف لعنة سخطا، وإن الملائكة يلعنونه من فوق سبع سماوات، يا محمد: تارك الصلاة لا نصيب له في حوضك، ولا في شفاعتك، ولا هو من أمتك، يا محمد: تارك الصلاة لا يعاد في مرضه، ولا يشيع في جنازته، ولا يسلم عليه، ولا يواكله ولا يشاربه، ولا يجالس، ولا دين له، ولا أمانة عنده، ولا حظ له في رحمة الله. وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار. تارك الصلاة إذا رفعت اللقمة إلى فيه، قالت له: لعنك الله يا عدو الله، تأكل رزق الله ولا تؤدي فرائضه، تارك الصلاة إذا خرج من بيته، قال له البيت: لا صحبك الله في سفرك، ولا خلفك في أهلك، ولا أعادك سالما إلى أهلك. تارك الصلاة يتبرأ منه الثوب الذي على جسده، ويقول له: ولولا أن سخرني ربي، لفررت منك وتركتك عريانا. تارك الصلاة يموت يهوديا، ويبعث نصرانيا، هذا استحل ترك الصلاة.
ما صحة هذا الحديث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلم نعثر على هذا الكلام مرويا عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السياق، فيما بين أيدينا من الكتب، حتى المصنفة في بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وإنما وجدنا جزءا يسيرا منه قد ذكره صاحب كتاب (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) دون إسناد حيث قال: في الحديث أن جبريل وميكائيل قالا: إن الله تعالى قال: من ترك الصلاة فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. اهـ.
وقد سبق أن بينا أن كتاب "نزهة المجالس ومنتخب النفائس" مليء بالقصص الإسرائيلية، والأحاديث التي لا تثبت، وأنه لا يعتمد عليه، ويُستغنى عنه بالقرآن وكتب التفسير والحديث المعتمدة، ومؤلفات العلماء المحققين في المواعظ والرقائق والأخلاق.
وينبغي أن يُعلم أيضا أن الأصل فيما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل، أنه لم يقله حتى يثبت العكس، بأن يُعلم مصدر الحديث وسنده، وهل توافرت فيه شروط الصحة أم لا؟ فليس كل حديث نسبه الناس للنبي صلى الله عليه وسلم يكون ثابتا بمجرد نسبته إليه، فننبه إخواننا المسلمين على هذا الأصل المهم، وهو أن نقل الأحاديث النبوية لا بد فيه من التحرز والتحري، وانظر الفتوى رقم: 140570.
والله تعالى أعلم.