الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلم نعثر على هذا الكلام مرويا عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السياق، فيما بين أيدينا من الكتب، حتى المصنفة في بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وإنما وجدنا جزءا يسيرا منه قد ذكره صاحب كتاب (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) دون إسناد حيث قال: في الحديث أن جبريل وميكائيل قالا: إن الله تعالى قال: من ترك الصلاة فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. اهـ.
وقد سبق أن بينا أن كتاب "نزهة المجالس ومنتخب النفائس" مليء بالقصص الإسرائيلية، والأحاديث التي لا تثبت، وأنه لا يعتمد عليه، ويُستغنى عنه بالقرآن وكتب التفسير والحديث المعتمدة، ومؤلفات العلماء المحققين في المواعظ والرقائق والأخلاق.
وينبغي أن يُعلم أيضا أن الأصل فيما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل، أنه لم يقله حتى يثبت العكس، بأن يُعلم مصدر الحديث وسنده، وهل توافرت فيه شروط الصحة أم لا؟ فليس كل حديث نسبه الناس للنبي صلى الله عليه وسلم يكون ثابتا بمجرد نسبته إليه، فننبه إخواننا المسلمين على هذا الأصل المهم، وهو أن نقل الأحاديث النبوية لا بد فيه من التحرز والتحري، وانظر الفتوى رقم: 140570.
والله تعالى أعلم.