السؤال
اليوم كان في يدي مذي؛ فقمت وأمسكت سماعة الجوال، وبعدها قمت بمسح السماعة بمنديل به ماء، ولكني محتار هل مسحت جميع السماعة أم لا؟ لست متأكدا، ولست متأكدا أيضا من مكان المذي بالضبط في السماعة، وذهبت لأصلي، وأنا على وضوئي، وأخذت السماعة معي.
ما حكم صلاتي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المذي الذي كان بيدك جافا, ثم لمستَ بها سماعة الهاتف وهي جافة أيضا؛ فإن النجاسة لا تنتقل إليها.
جاء في الأشباه والنظائر للسيوطي: النجسُ إذا لاقى شيئًا طاهرًا وهما جافان، لا ينجسه. انتهى.
أمّا إذا كان المذي رطبا, أو كانت سماعة الهاتف رطبة, فإن النجاسة تنتقل للموضع الذي لمستَه، سواء عرفت مكان النجاسة من سماعة الهاتف أم لا؟ ويتعين تطهير السماعة كلها إذا جهلت موضع النجاسة منها, وراجع الفتوى رقم: 300823
أما ما قمتَ به من مسح السماعة بمنديل مبلل بالماء، فإنه لا يُطهِّر النجاسة. فتطهيرُها يكون بصبِّ الماء عليها حتى يغمرها كلها.
جاء في المبدع شرح المقنع -وهو حنبلي-: والمراد بالمكاثرة: صبّ الماء على النجاسة حتى يغمرها، بحيث يذهب لونها وريحها. انتهى.
وعلى افتراض أنك قد صليت بنجاسة المذي جهلا أو نسيانا, فإن صلاتك تعتبر صحيحة في أصح قولي العلماء, كما ذكرنا تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 123577.
والذي يبدو من سؤالك هذا، أنك لا تخلو من وسوسة, فإن كان الأمر كذلك، فننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها؛ لأن تتبع الوساوس مخاطره عظيمة, ومفاسده جسيمة, وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.