السؤال
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ـ قال عبد الرحمن الجوزي في زاد الميسر: والذكر القرآن في قول جميع المفسرين ـ وبعض العلماء يقول القرآن هو الذكر، والبعض الآخر يقول القرآن والسنة هما الذكر، فما هو الراجح؟ وما هو المرجح الذي على أساسه رجح أحدهما؟ وإذا كان المقصود هو القرآن في الآية، فهذا يعني أنه لا يوجد دليل صريح على حفظ السنة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس المراد بعبارة ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ أن الذكر في الآية لا يتناول إلا القرآن، وبالتالي نفي دلالة الآية على حفظ السنة! وإنما المراد إثبات أنه لا خلاف في كون القرآن داخل في الذكر المحفوظ دخولا أوليا، ولكن هذا بدلالة التضمن، وهي لا تنفي دلالة اللزوم، فضلا عن دلالة المطابقة، فالذكر هو الوحي المنزل من عند الله، وهو يدل بالمطابقة على الكتاب والسنة، وبالتضمن على كل واحد منهما بانفراده، وحفظ القرآن يدل باللزوم على حفظ السنة، لأنها الشارحة والمبينة له، وقد سبق لنا بيان ذلك وأدلته في الفتوى رقم: 190683.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 206938.
والله أعلم.