السؤال
ما المقصود بقوله تعالى: "لا برهان له" في آية: ومن يدع مع الله إلها آخر؟
وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمعنى "لا برهان له به" كما قال أهل التفسير أي لا حجة له، ولا دليل، ولا بينة على ما يدعيه، إذ لا يمكن إقامة برهان ولا دليل على إلهية غير الله تعالى، فلا حجة، ولا بينة في دعوى الشرك.
قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: ومن يدع مع المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له، معبودا آخر، لا حجة له بما يقول، ويعمل من ذلك ولا بينة. اهـ.
وقال القرطبي: أَيْ لَا حُجَّةَ لَهُ عَلَيْهِ. اهـ.
وقالوا: وهي من الصفات اللازمة التي ليس لها مفهوم يخالف المنطوق، كما في قوله تعالى "يطير بجناحيه" وقوله تعالى "عبدا مملوكا" وهو أسلوب معروف في لغة العرب، للتأكيد وبناء الحكم، تنبيها على أن الدين بما لا دليل عليه باطل، فكيف بما شهدت بداهة العقول بخلافه. انظر روح المعاني.
وقال السعدي: ومن دعا مع الله آلهة غيره، بلا بينة من أمره، ولا برهان يدل على ما ذهب إليه، وهذا قيد ملازم، فكل من دعا غير الله، فليس له برهان على ذلك، بل دلت البراهين على بطلان ما ذهب إليه، فأعرض عنها ظلما وعنادا، فهذا سيقدم على ربه، فيجازيه بأعماله، ولا ينيله من الفلاح شيئا؛ لأنه كافر. اهـ.
ويقول سيد قطب في الظلال: هذا تعقيب يجيء بعد مشهد القيامة السابق، وبعد ما حوته السورة قبل هذا المشهد من جدل وحجج، ودلائل وبينات.. يجيء نتيجة طبيعية منطقية لكل محتويات السورة. وهو يشهد بتنزيه الله- سبحانه وتعالى- عما يقولون ويصفون... وكل دعوى بألوهية أحد مع الله، فهي دعوى ليس معها برهان. لا من الدلائل الكونية، ولا من منطق الفطرة، ولا من حجة العقل. وحساب مدعيها عند ربه، والعاقبة معروفة: «إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ» اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني