السؤال
إنسان آمن، وهداه الله، لكنه كان في بيئة سيئة، فعصى الله بالصور الحرام، فابتلاه الله عز وجل بحرمان لذة الطاعة وقسوة القلب. وهذا الإنسان صار مريضا بالرياء والنفاق والحسد والكبر. ما العمل لهذا الإنسان ؟ علما بأنه يحاول التخلص من كل هذا، ويصلي الصلوات الخمس في المسجد ولا يتركها، ولكنه يشعر بأنه منافق أو هذا رياء، فيذهب لبيته ليجلس وحيدا حتى غفل وذهب إيمانه كله في سبيل نجاته.
هذا الشخص عمره 16 عاماً، وتأتيه أشياء تقول له: أنت لست مؤمنا، أنت كافر، مع العلم أنه يتألم من هذه الأشياء حتى أنه صدق هذا الكلام.
ما الحل ؟ أفيدونى - يرحمكم الله - .
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الشخص - هداه الله وثبتنا وإياه على الحق - مصاب بشيء من الوسوسة، فعليه أن يجتنب الوساوس، وألا يبالي بها، وألا يعيرها اهتماما، وليعلم أنه - بحمد الله - مسلم، وأنه على خير عظيم بحفاظه على ما يحافظ عليه من شعائر الدين، فليطرح عنه هذه الوساوس، وليأخذ بأسباب زيادة الإيمان من الاجتهاد في فعل النوافل، والإكثار من الدعاء، ولزوم ذكر الله تعالى، وصحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم، وحلق الذكر، وإدمان التفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته، وفي آيات القرآن العزيز.
وليحذر من ترك العمل الصالح خوف الرياء؛ فإن هذا من سبل الشيطان لإضلال الناس، وصرفهم عن الخير، وإذا تحقق من مرضٍ ما في قلبه كالحسد، أو الرياء، أو غير ذلك، فليسع في علاجه، بالإكثار من دعاء الله تعالى أن يصرفه عنه، وبالعلم بأن الأمور كلها بيد الله تعالى، وأنه يقسمها على الوجه الذي تقتضيه الحكمة، فلا اعتراض على حكمه، وبأنه وحده هو الذي يستحق أن يتقرب إليه العبد، ويبذل وسعه في مرضاته.
ولبيان بعض السبل المعينة على التخلص من الرياء انظر الفتوى رقم: 134994، ولبيان كيفية علاج الحسد والعجب تنظر الفتوى رقم: 118700.
والله أعلم.