السؤال
خطورة الشرك في الدنيا والآخرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن خطر الشرك عظيم وضرره جسيم، قال الله تعالى حكاية عن عبده لقمان الحكيم: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]. وجملة إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ تبين خطر الشرك في هذه الحياة وبعد الممات، وتعليل للنهي عنه وتهويل لأمره، لأنه ظلم لحقوق الخالق سبحانه وتعالى. وهو كذلك ظلم للشخص نفسه حيث ينزل به عن مستوى التكريم الذي منحه الله تعالى إياه فيذل نفسيه بالعبودية للمخلوقات، وهو ظلم كذلك لأهل الحق والإيمان فيبعثه على مخالفتهم وعداوتهم وأذاهم، وهو ظلم لحقائق الأشياء وقلب للحقائق وإفساد لها. ومن خطورة الشرك في هذه الحياة وبعد الممات أنه يحبط عمل صاحبه، فلا يصلح معه عمل ولا تقبل معه طاعة، يقول الله تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ* بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:65-66]. ومن خطورة الشرك في هذه الحياة أن صاحبه يخاف من كل شيء لأنه متزعزع اليقين يخاف من المجهول ومن المستقبل، يقول الله تعالى: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ [آل عمران:151]. ومن مخاطر الشرك في الآخرة أنه الذنب الوحيد الذي لا يغفر لصاحبه، يقول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء:48]. ويكفي من مخاطر الشرك أن الله تعالى يقول عمن أشرك به: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة:72]. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني