الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم البنت إذا لم تأخذ أمها لتقيم معها في بيتها؟

السؤال

أنا سيدة عندي 45 سنة، وساكنة في منطقة متطرفة من المدينة لأننا بنينا بيتا جديدا من وقت قريب، وليس حولنا إلا بيوت قليلة، وزوجي مسافر في دولة أخرى، وعندي خمسة أولاد من الحضانة للثانوي.
والدتي عندها 85 سنة وأختي مطلقة وتعيش معها، لكن والدتي لا تحبها من أجل أنها تتعصب عليها، ونحن ما شاء الله تسعة أبناء: ولدان وسبع بنات، كل واحدة تزوجت في محافظة أخرى والأولاد مسافرون للخارج.
أنا أزورها يومين في الأسبوع بسبب مدارس الأولاد، وأخواتي الأخريات قد تمر عليهن 10 أيام دون أن يزرنها، المهم أنها تشكي منا ومني أنا بالذات بسبب أنها تريد أن تقيم معي في شقتي، المشكلة أنها تأخذ حُقَنًا وأنا ليس بجانبي أحد يستطيع أن يعطي حُقَنا، ولم أتعرف على أحد من الجيران، أما هي فجيرانها كلهم وأختي التي معها يعرفون إعطاء الحقن، وهناك أمر آخر وهو أنها تريد أن تتكلم معي 24 ساعة متواصلة ولا تنام مطلقا، وأنا أولادي كلهم لا يأخذون دروسا خصوصية، وأنا التي أذاكر لهم لأن المدرسين لا يشرحون شيئا وهذه مسؤولية في رقبتي، وغير ذلك لما ضغطها يرتفع قليلا تظل تقول تشهدي علي، وأنا أصلا أعصابي متعبة لوحدها، وبعد ما ضغطها ينزل أنا جسمي يبقى يرتعش وأدخل في حالة اكتئاب بسببها.
وأولادي يتعبون معي جدا وهم مازالوا أطفالا، وكل ما أقول لأي واحدة من أخواتي تأخذها عندها قليلا يقلن لا نسمع شيئا من كلامها، هي قاعدة في بيتها ونحن نأتيها هناك؛ لأن أزواجنا لا يريدونها، وأنا لا أدري ماذا أعمل؟ لا يمكن أن آخذها، ولا أنام مطلقا من تأنيب الضمير، وعلي مسؤولية أولادي وزوجي غير موجود، أخواتي الصغيرات لما أكلمهن في التليفون يقلن لي تصرفي أنت لا شأن لنا بالأمر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيراً على حرصك على برّ أمّك، وخوفك من عقوقها أو التقصير في حقّها، فلا ريب في عظم حقّ الأمّ ووجوب برّها والإحسان إليها، واعلمي أنّه لا يلزمك أن تنقلي أمّك معك في بيتك، ولا سيما إذا كان عليك ضرر في ذلك كما ذكرت، فرعاية الأمّ واجبة على أولادها جميعاً ذكورهم وإناثهم. وراجعي الفتوى رقم: 127286.
لكن عليك برّها بما تقدرين عليه والاعتذار لها عما تعجزين عنه، و أبشري خيراً ببركة برّك بأمّك في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني