السؤال
أنا متزوج منذ أربع سنوات، وقد حدث بيني وبين زوجتي خلاف، وطلبت الطلاق، فطلقتها، ثم أرجعتها إلى ذمتي، ثم حدث بيننا شجار آخر، وأصرت أن تذهب إلى بيت أهلها، فقلت لها في غضب: إذا خرجت فأنت طالق. كنت أقصد في وقتها، ولم أقصد عدم الخروج أبدًا، فلم تخرج، ثم إني رجعت وحددت المدة بساعة لأني لم أحدده، وعندما انتهى الوقت المحدد سمحت لها بالخروج، فهل طلاقي المشروط وقع؟
وبعد ذلك حدث شجار وتركتها أربعة أشهر، كانت مصرة فيها على الطلاق، فقلت لها: أنت طالق طالق طالق. بدون نية محددة للبينونة الكبرى. فما حكم الطلاق المشروط على شرطي الذي كان. وما حكم الطلقات الثلاث بدون تحديد النية؟ وهل بانت منّي بينونة كبرى؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت قصدت بيمينك منع زوجتك من الخروج على الفور أو في وقت حددته بنيتك، ولم تخرج على الفور أو في ذلك الوقت الذي قصدته أنت، فقد بررت في يمينك ولم تحنث. علمًا بأن تحديد الوقت المحلوف عليه لا يصح ولا عبرة به بعد اليمين. أما إن خرجت فورًا أو قبل نهاية الوقت الذي حددته فقد طلقت على مذهب الجمهور المفتى به عندنا. أما على قول بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فعليك كفارة يمين ولا يقع طلاقك ما دمت قاصدًا منعها من الخروج ولم تقصد إيقاع الطلاق، وراجع الفتوى رقم: 11592.
وأما قولك لزوجك: أنت طالق طالق طالق. من غير أن تنوي به أكثر من طلقة، فهو طلقة واحدة؛ قال ابن قدامة -رحمه الله-: "فإن قال: أنت طالق طالق طالق. وقال: أردت التوكيد. قُبِل منه. وإن قصد الإيقاع وكرر الطلقات طلقت ثلاثًا، وإن لم ينو شيئًا لم يقع إلا واحدة؛ لأنه لم يأت بينهما بحرف يقتضي المغايرة، فلا يكنّ متغايرات".
والذي ننصحك به أن تعرض مسألتك على من تمكنك مشافهته من أهل العلم الموثوق بعلمهم وورعهم، ما دام في المسألة تفصيل وخلاف بين أهل العلم.
والله أعلم.