الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم هجر الرجل أخواله لإيذائهم زوجته

السؤال

أخوال زوجي يتعمدون أذيتي في كل اجتماع، وقد وصلت بهم حتى طردوني من منزل لهم بحكم أن زوجي لم يتزوج من ابنتهم، ولم ينزعوا ذلك الغل، فهل على زوجي إثم إن لم يذهب لأنهم في كل مرة يفتعلون لي مشاكل فأرهقني ذلك؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصلة أخوال زوجك واجبة عليه، وكونهم يؤذونك إذا زرتهم لا يبيح له قطيعتهم، وإن كان لا يلزمك أن تزوريهم معه؛ فإنهم ليسوا من أرحامك ـ لا سيما مع تأذيك بظلمهم لك ـ وأما هو فطالما قدر على شيء من الصلة دون أذى لزمه ذلك؛ قال القاضي عياض: وللصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعاً، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له أن يفعله لا يسمى واصلاً. نقله العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري.
فيمكنه أن يصلهم دون أن يصطحبك إليهم.

وتراجع في فضل صلة الرحم الفتوى رقم: 45476.

ونوصيك باحتساب الأجر فيما تعرضت له من أذى، والعفو عمن أساء إليك؛ قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}، كما نوصيك بالدعاء لهم، وحث زوجك على عدم قطيعتهم، وتحمل ما قد يؤذيه منهم، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 295981.

وننبهك على أن خال الزوج ليس من محارم المرأة، إذا لم يكن للمرأة معه سبب محرمية من جهة أخرى، وبالتالي؛ فأنت أجنبية عن أخوالك زوجك لا يجوز أن تضعي حجابك بحضرتهم ولا أن تصافحيهم، ولا أن تختلي بأحدهم، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 18575.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني