السؤال
لدي مشكلة مع أقاربي، وهي أنهم لا يريدونني، وفي كل مرة أحصل على أرقامهم يغيرونها؛ لكي لا أصل إليهم، وقد تكرر هذا الشيء أكثر من مرة، وأنا كرامتي لا تسمح لي بالركض خلفهم، ولأنهم لو أرادوني لما فعلوا ذلك معي، فهل أنا مذنبة بمقاطعتهم؟
لدي مشكلة مع أقاربي، وهي أنهم لا يريدونني، وفي كل مرة أحصل على أرقامهم يغيرونها؛ لكي لا أصل إليهم، وقد تكرر هذا الشيء أكثر من مرة، وأنا كرامتي لا تسمح لي بالركض خلفهم، ولأنهم لو أرادوني لما فعلوا ذلك معي، فهل أنا مذنبة بمقاطعتهم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصلة الرحم واجبة وقطعها حرام؛ كما سبق بيانه في الفتوى: 6719، وإن كان أقاربك قاطعين للرحم، فهذا لا يسقط حقهم في الصلة، بل تجب صلتهم بالحد الذي تتحقق به الصلة. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 10138، 269998، 325963.
واعلمي أن الله تعالى حكم عدل، ولا يضيع أجر من أحسن عملا، وقد قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
وروى مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. ومعنى "تسفهم المل": تطعمهم الرماد الحار.
جاء في تحفة الأحوذي للمباركفوري: هَذَا مِنْ بَابِ الْحَثِّ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَحْسِنْ إِلَى مَنْ أَسَاءَكَ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني