السؤال
ما حكم الكلام في الهاتف مع صديقة عن ليلة الدخلة في نهار رمضان؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب.
والرفث: قال في المرعاة: بفتح الراء والفاء يطلق، ويراد به الجماع ومقدماته، ويطلق ويراد به الفحش، ويطلق ويراد به خطاب الرجل والمرأة، فيما يتعلق بالجماع، وقال كثير من العلماء: إن المراد به في هذا الحديث الفحش، وردي الكلام وقبيحه، وقيل: يحتمل أن يكون النهي لما هو أعم من ذلك. انتهى.
فالكلام فيما يتعلق بأمر الجماع من الرفث المنهي عنه؛ لما فيه من تهييج الشهوات، وإثارة الغرائز مما قد يفضي إلى ارتكاب محرم، أو إتيان مفسد للصوم، ويزداد ذلك قبحًا وشناعة إذا كان هذا الكلام بين رجل وامرأة أجنبية عنه، فإن الرجل منهي عن تكليم المرأة بنحو هذا في الأوقات العادية؛ لما فيه من دواعي الفتنة، وقد قال الله تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب:32}.
فلا يجوز لمسلم أن يستخفه الشيطان، فيسقط في حمأة هذه الرذائل، ويتعاطى تلك المنكرات في الأحوال العادية، فكيف وهو صائم؟ وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من لم يدع قول الزور، والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.
ولا ريب في أن الكلام مع الأجنبية على النحو المذكور من مستشنع قول الزور ـ نسأل الله العافية ـ فالواجب على المسلمين أن يتوبوا إلى الله تعالى، وأن يحفظوا صومهم من كل ما من شأنه أن يخدشه، أو يؤثر في صحته، أو كماله، وعليهم أن يحذروا أن يكونوا ممن حظه من صيامه الجوع والعطش -عياذًا بالله-.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني