السؤال
ما حكم السفر لزيارة عمٍّي، والوالد ـ رحمه الله ـ مدفون هناك، وسيذهب بنا إلى زيارة الوالد في المقبرة التي هي غير شرعية مطلقا، بل هي غرف يدخلون أموات العائلة فيها مع بعضهم وعلى بعضهم دون احترام لحرمة الميت؟ وهل يعتبر سفري لزيارة المقابر؟ وهل تجوز زيارة مثل هذه المقابر مع العلم أن عمي لم ينجب ولا يوجد في منزله غير امرأته وسيحزن مني إن لم أذهب معه؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا قصدت بالسفر زيارة عمك، فلا حرج في سفرك هذا، ولا يعد شدا للرحال إلى المقابر، فإنما تدخل زيارة قبر الوالد تبعا، وانظر الفتوى رقم: 124583.
أما زيارتك لقبر أبيك وأنت هناك: فلا حرج في ذلك، سواء كانت المقابر شرعية أم لا، فقد قال الإمام أحمد في نحو هذا: إذا رأى الرجل قد شق ثوبه على المصيبة عزاه، ولم يترك حقا لباطل. انتهى.
وفي الفتاوى الهندية: وإذا كان مع الجنازة نائحة أو صائحة زجرت، فإن لم تنزجر فلا بأس بأن يمشي معها، لأن اتباع الجنازة سنة فلا يتركه لبدعة من غيره. اهـ.
وفي المغني لابن قدامة: فإن كان مع الجنازة منكر يراه أو يسمعه، فإن قدر على إنكاره وإزالته أزاله، وإن لم يقدر على إزالته ففيه وجهان:
أحدهما: ينكره ويتبعها، فيسقط فرضه بالإنكار، ولا يترك حقا لباطل.
والثاني: يرجعن لأنه يؤدي إلى استماع محظور ورؤيته. اهـ.
وراجع بشأن دفن الأموات معا وفي الغرف الفتويين رقم: 20280، ورقم: 175361، وإحالاتهما.
والله أعلم.