السؤال
أعمل مديرًا لمؤسسة, واختلست منها أموالًا, ويومًا ما جاء إليّ أحد العمال فقال: أنا سرقت, وأريد أن أستسمح صاحب المال, فوجدت الفرصة وصارحت صاحب المؤسسة بأن هنالك عمالًا سرقوا منك ويريدون السماح, فوجدت في نفسه فرصة للسماح, فقال لي: اجمع كل العمال المسلمين, فعندما اجتمعنا كنت أنا المتحدث عنهم, فقلت له: نحن جميعًا سرقناك, ونطلب السماح, فقال: كل المال الذي أخذتموه حلال عليكم, وأنا في حيرة من أمري, هل السماح يشملني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنعم يشملك سماحه - إن شاء الله - لأن قوله: "اجمع كل العمال المسلمين"، قرينة دالة على إرادته العموم، فأنت واحد من عمال هذه المؤسسة, لا سيما أنه لم يطلب منك جمع المختلسين، بل كأنه أراد تحليل الجميع دون إحراج، ويلزمك مع ذلك التوبة بشروطها, عدا رد المال؛ لأنه سامحك فيه، راجع الفتوى: 40782.
وإن أردت أن ترد له ما اختلسته فهو أحسن وأبرأ للذمة، ولا يلزمك إعلامه بأنه مسروق، بل لو احتلت عليه، أو تركت من حقك في المؤسسة بقدر ما اختلسته جاز، راجع الفتوى: 59893.
والله أعلم.