الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اشتراط صاحب المحل أخذ نسبة من الربح مع أجرة المحل

السؤال

نحن شركة تعمل في تجارة التجزئة، ونقوم بتأجير محلات لممارسة نشاطنا في أسواق ومراكز تجارية، وتشترط هذه الأسواق التأجير بمبلغ محدد بعقد الإيجار، وفي الوقت نفسه يفرضون في العقد شرط المشاركة في الربح ـ بمعني أنه إذا كانت هناك مبيعات تفوق الأجرة السنوية، فإنهم يفرضون نسبة مئوية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الشرط الذي يشترطه أصحاب المحلات يقتضي أن تكون الأجرة بعضها محدد وبعضها غير محدد، وهو ما إذا حصل ربح فتدفعون نسبة، وهذا لا يصح، إذ يشترط في عقد الإجارة معلومية الأجرة، وهي هنا مجهولة وفيها غرر، والنبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الغرر، كما في صحيح مسلم، وقد أخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استئجار الأجير حتى يبين له أجره. وفي رواية للنسائي: إذا استأجرت أجيراً فأعلمه أجره.

وفي نهاية المحتاج: وَيُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الإِجَارَةِ كَوْنُ الأُجْرَةِ مَعْلُومَةً جِنْسًا وَقَدْرًا وَصِفَةً إنْ كَانَتْ فِي الذِّمَّةِ، وَإِلا كَفَتْ مُشَاهَدَتُهَا فِي إجَارَةِ الْعَيْنِ وَالذِّمَّةِ، كَمَا مَرَّ نَظِيرُهُ فِي الثَّمَنِ. اهـ

وعليه، فلا يصح العقد المذكور، بل لا بد أن يكون على أجرة معلومة محددة، وما تم منه سابقا فهو فاسد ولأصحاب المحلات مثل أجرة محلاتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني