السؤال
بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم: شيوخي الأفاضل: أعاني من مشكلة مع زوجي، وهي طعنه في الناس بكل بساطة واستسهال الحديث عنهم بسوء، وأحيانا الطعن في الأعراض، والاتهام بشرب الخمر وغيرها، وهو إنسان متدين ـ والحمد لله ـ وهذه النقطة لم أستطع أن أصلحها فيه مهما حاولت، بل إذا طلبت منه أن يتوقف عن ذكر أمر كهذا يغضب مني، وقد يتطور الأمر إلى غضب وحدوث مشكلة على الرغم من أنني أتحدث بهدوء في معظم المرات، وهو يعتبر كلامي ودفاعي عن الآخرين تكذيبا له، فمثلا يتهم أحد أعمامه بأنه كان يذهب للراقصات ويصرف أمواله عليهن وووو.. وعندما أدافع وأقول حرام أن تذكر ذلك وليس بيدك دليل، يغضب ويقول إن عمه بذاته هو من كان يفاخر بهذا الأمر، فهل سمعه زوجي بأذنه؟ لا طبعا، وللأسف الأمثلة كثيرة لا يمكن أن أسردها هنا، ولا يكون زوجي من رأى أو سمع من الشخص المتهم، وإنما سمع من أناس يعتبرهم ثقاة بالنسبة إليه، ودائما يقول لي أنت لا تعرفين ماذا يوجد بالخارج فلا تدافعي عن أحد، هذه القصة معروفة بين الناس أو أن هذا الشخص يعرف الجميع بأنه كذا، ولكن من هم هؤلاء الجميع؟ إنهم معارف وأصدقاء زوجي المقربين، فقط في معظم الأحيان، وحتى لو كان ذلك صحيحا، أليس الأجدر به الستر على الناس؟ فهو دائما إن ذُكِر فلان وهو عليه شيء من هذه الأمور، يسارع بذكر القصة التي يعرفها عنه دون داع لذلك، فالبارحة مثلا: ذهب مع أقاربه في جاهة لإصلاح مشكلة مع عائلة أخرى، وعندما عاد بدأ يقول إن العائلة الأخرى أحضرت كبيرا لها للحوار، وللأسف هذا الكبير تم مسكه قبل فترة مع فتاة، فالذي رآه معها هو أحد أقارب زوجي الذين ذهبوا في هذه الجاهة، وهو من ذكر لهم الأمر، أليس هذا من الطعن في شرف ذلك العجوز، أليس ديننا ينهانا عن ذلك، طالما لا يوجد أربعة شهود؟ وبالتالي يجب أن يقام عليهم حد القذف؟ فكيف أتعامل مع زوجي؟ فهو إن بدأت أدافع أو أغلق الموضوع لعدم قبولي أن يحصل مثل هذا الكلام والطعن أمامي يغضب مني ولا يستمع إلي، وبدلا من أن يتوقف عن الاتهامات يبدأ بذكر اتهامات جديدة وفضائح أخرى، وهناك اتهام للكثيرين من قبله أنهم يفعلون اللواط ـ والعياذ بالله ـ ويبرر لنفسه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء الشبهات، وبالتالي من اقترف شبهة ما يستحق ما يقال عنه، فهل يجب على زوجي وأمثاله ممن ينقلون هذه الأخبار حد القذف، حتى لو كانت هذه الاتهامات صحيحة؟ فأنا خائفة على زوجي، وأيضا أخشى أن يكون الله قد حرمنا من الذرية طوال هذه الأعوام بسبب لسان زوجي الذي لا يردعه شيء عن نقل الاتهامات عن الآخرين، فحقا هذا أكثر ما أخشاه وقد أخبرته قبل فترة بذلك، فما كان منه إلا أن حزن مني حزنا شديدا، وأنني أتهمه أنه هو السبب في عدم إنجابنا.