الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينقلب البغض حبا بالتوبة والإقبال على الله

السؤال

منذ سنة تقريبًا - قبل التوبة - كنت أعرف بنات كثيرات, وكنت أتكلم مع ابنة الجيران, وعرف أبوها أنني أكلمها, ولم أكترث في وقتها لهذا الشيء, لكني - بعد توبتي - كلما رأيته عابسًا بوجهي تذكرت أنه لم يسامحني, وأخاف أنني سأقف أمام الله يوم القيامة, وأنه سيأتي بهذا الرجل ليقتص مني؛ لأنني أعلم أن الله لا يغفر حق العباد على العباد إلا بالمسامحة - هذا ما أعرفه - وكنت آخذ من البنات مالًا وبعد أن التزمت - بفضل الله –أخبرتهن: كل من تريد مالها سأرده لها - إلا من لم أستطع أن أجدهن – وأخذت من إحداهن مبلغًا وسامحتني, وبعد فترة تراجعت عن ذلك برسالة أرسلتها إليّ على الهاتف, فهل لها شيء بعد السماح؟ وهل يجب أن يسامحني جاري لتقبل توبتي؟ أرجو منكم الإجابة فأنا لا أنام من التفكير, فأفيدوني - أفادكم الله -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنوصيك بالإحسان إلى جارك هذا, وإرضائه بقدر طاقتك, وأنت مهما صدقت في توبتك وإقبالك على الله فسوف يلين لك جارك, ويسامحك, وينقلب بغضه حبًا, وراجع الفتويين: 121516، 67963.
وأما الفتاة التي رجعت عن عفوها، فليس لها ذلك، وقد سقط حقها بعفوها؛ فإن صاحب الحق المالي إن عفا عن حقه عالمًا مختارًا، سقط حقه، وليس له الرجوع فيه بعد ذلك، وراجع الفتويين: 196089، 129304.

وهنا ننبه إلى أن هذا المال الذي كنت تأخذه من الفتيات إن كان في مقابل عوض محرم كفعل الفواحش ومقدماتها ونحو ذلك أو من أجل الاستمرار في العلاقة المحرمة، فإنه لا يحل لك, ولا يرد إليهن, وقد استوفين غرضهن المحرم, بل ينفق في منافع المسلمين العامة, أو يدفع إلى الفقراء والمساكين، وراجع الفتويين: 24332، 149633.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني