الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث: ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة

السؤال

لدي سؤال حول صحة هذا الحديث ‏الموجود عندكم، وهو: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ‏بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، ‏قَالا: أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ‏أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ ‏رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا ‏بَيْنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِ ‏مِائَةِ سَنَةٍ، غِلَظُ كُلِّ سَمَاءٍ خَمْسُ مِائَةِ ‏سَنَةٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى السَّمَاءِ ‏الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، ‏وَالأَرَضِينَ مثل ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ ‏السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مثل جَمِيعِ ذَلِكَ ‏كُلِّهِ. ‏
هل هو صحيح؟ وإن كان كذلك ‏( أن وَالأَرَضِينَ مثل ذَلِكَ) فإن ‏طبقات الأرض السبعة هي أصغر ‏بكثير من السماء، وأن سعة السماء ‏أكبر بكثير من سعة الأرض؟
‏ وشكرا لكم.
‏ وأرجوا الرد بأسرع ما يمكن.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الحديث ضعيف، فقد أورده مؤلفو" موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة " برقم 21691. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات، ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ( 1 / 26 ) والجوزقاني في الأباطيل ( 1 / 68 ) من طريق البيهقي. قال البزار : لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد، وأبو نصر أحسبه حميد بن هلال ولم يسمع من أبي ذر. كشف الأستار. وقال ابن الجوزي في العلل : هذا حديث منكر . وأورده الذهبي في العلو وقال: منكر. وكذا حكم عليه الجوزقاني في الأباطيل. ومداره على أبي نصر هذا, وانظر كلام محقق كتاب الجوزقاني، عبد الرحمن الفريوائي ففيه فوائد. وانظر فتوانا رقم: 122901.

وأما الأرض فهي سبع طبقات مثل السماء, قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {الطلاق:12}. وقد اختلف العلماء في تفسير هذه السبع الطباق. وانظر الفتوى رقم: 188929.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني