السؤال
يا شيخي الفاضل أشكو من الوسوسة الكثيرة في الوضوء، ودائما أحس بخروج الريح وأحس دائما أنه صحيح من كثرة الوسوسة فأخاف أن أصلي وأنا على غير طهارة، وفي فترة الوضوء دائما أحس أنني حابسة للغائط وأن هذه الريح صحيحة، تعبت جدا وهلكت من هذا الأمر، علما أنني في الجامعة ولا يسمح لي الوقت بالخروج بين المحاضرات لأتوضا لكل صلاة ثم أصلي في الجامعة، فأخرج من المنزل متوضئة ثم يراودني هذا الشك في الريح وأحس بأنه صحيح وأن وضوئي قد فسد وأحيانا أحس بنزول سائل ـ وهو على حد علمي الإفرازات الرحمية وقد لا تكون الإفرازات الرحمية، لأنني لا أعرف أبدا التفرقه بينها وأعاني أشد معاناة؟ فما الحكم والحل وأنا جامعية غير متزوجة والجامعة مختلطة، أشك أن هذا من المذي وأنه نجس فأضطر إلى تأجيل الصلاة إلى الصلاة التي بعدها، ومن الممكن أن أجمع ثلاث فروض إلى أن أذهب إلى المنزل، لأنه إذا كان المذي نجسا فكيف أزيله وأنا خارج المنزل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للوساوس علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
وعليه، فمتى شككت في خروج شيء منك سواء الريح أو رطوبات الفرج أو المذي أو غير ذلك فلا تلتفتي إلى هذا الشك ولا تعيريه اهتماما، ولا تحكمي بخروج شيء منك إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك شيء، فإذا حصل لك هذا اليقين الجازم فعليك أن تتوضئي للصلاة، وليس لك أن تؤخري الصلاة حتى يخرج وقتها، فإن هذا من كبائر الذنوب، وإذا شككت في الخارج هل هو مذي أو هو من رطوبات الفرج فلا يلزمك الاستنجاء منه، بل اعتبريه من رطوبات الفرج وهي طاهرة على الراجح، ولكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928.
وإذا تحققت من خروج نجاسة منك وعجزت عن إزالتها فتوضئي وصلي على حسب حالك، ويعفى لك عن إزالة هذه النجاسة إذا كنت عاجزة عن إزالتها، لأن اجتناب النجاسة إنما يشترط مع العلم والقدرة، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 111752.
والله أعلم.