السؤال
أولا أطلب منكم الرفق بي.
مشكلتي هي الصراع مع النفس، عمري الآن 29 عاما، أضعته في الملذات والشهوات، فقد أشرب قلبي المعصية وتوغلت فيه حتى أفسدته، إلى الآن لم أبك من خشية الله، لم أتدبر القرآن، حرمت أشياء عدة منها: حرمان العلم الشرعي، حرمت الراحة النفسية والنوم الهادئ، حرمت السعادة الزوجية، طلبت زوجتي الطلاق، مع أنني لم أدخل بها لسبب لا يذكر، فقلت في نفسي: صدق الله حين يقول: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) فأنا أعيش هذه الحياة الضنك، حرمت الخشوع في الصلاة، كنت في الماضي شابا ذكيا أحفظ القرآن وأحرص على العلم، وبسبب شؤم المعصية حرمت أشياء كثيرة، والآن أقسم بالله لا أنام إلا بتعب جسيم، ولا أضحك. وكيف أضحك وقد أسرفت في حق الله وفي حق نفسي! تخيلات تدور في ذهني أنني استمتعت بملذاتي في الحرام فحرمني الله منها في الحلال، وهذا واضح ومحسوس، ومع كل هذا سترني الله ولم يفضحني، ومع هذه المعاصي معظم من جلست معهم يحبونني لدرجة أنني أكون أنا المخطئ وأبو الإنسانة التي تطلب الطلاق لا يصدق أنني المخطئ، حتى أهلي كلهم وأصحابي دائما يشيدون بي كأنني ملك، فأقول في نفسي أنا من ينطبق عليهم: ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم ) نعم كنت هكذا من قبل، الناس يظنون بي خيرا وأنا شر الناس، حتى قلت لنفسي: ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعلمون) فأنا الآن والله أقرأ القرآن، وعندما أسمع آيات الوعيد أدرك أنه مصيبني لا محالة، لأنني استمتعت به، وأصلي دائما وأدعو الله أن يقبل مني صلاتي وصيامي وكل أعمالي الصالحة، من قبل كنت -لا تستغرب - ياشيخ والله حقيقية- أعلم أن الله يستجيب لي عندما أدعو بإلحاح وخشوع، أما الآن فقدت القلب الذي كان يدعو، والآن أحب أن أكون مع الناس ولكن دائما أتذكر ذنوبي، فالكل يسألني ليس هذا حالك كنت بتهزر وتضحك أما الآن ما ذا فيك؟ كيف أظهر لهم أنني سعيد وبخير وأنا حالتي النفسية متعبة جدا، لأنني أسرفت من قبل في حق الله وحق نفسي، وأقول لنفسي إذا كانت توبتك نصوحا حقا، علما بأني والله أحتقر نفسي لأنني عملت هذه القاذورات، لم أجد انشراح الصدر وأود أن أعمل أشياء عديدة ولكن أخاف أن أكون أنافق نفسي. مثل أريد أن أصلي قيام الليل وأحفظ القرآن بتدبر، وأقول لنفسي: أنت تتوب لأنك خسرت زوجتك، وخسرت عملك، وخسرت مالك، وأؤخر التوبة إلى ما بعد الزواج والاستقرار، أريد أن أطهر نفسي أولا من كل شيء لكن مازلت أتخبط. هل أنا تائب حقا أم لا؟ أعرف التوبة وأعرف شروطها ولكن أقول لنفسي أنت تائب بسبب موقف معين.
فالسؤال يا شيخ: إذا تبت إلى الله توبة نصوحا ولم أجد إلى الآن انشراحا في الصدر، وما زلت أتعلق بالأمل في الدنيا لزوجة صالحة وعمل جيد متقبلا خاليا من الرياء. ماذا أفعل؟
ساعدوني بالله عليكم، وأنا آسف على الإطالة فتقبلوا عبدا نسي ربه زمنا ويريد أن يعود إليه.