الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤاخذ من أتى معصية جاهلا تحريمها

السؤال

بداية أود شكركم على هذا الموقع الرائع الذي استنيرت به دروب كثيرة
–ثانيا أود أن أطلب منكم المساعدة فإني في حالة يائسة لا يعلمها إلا الله. حياتي أصبحت جحيما بسبب شيء اقترفته عن جهل فأتوسل إليكم في جاه الحبيب المصطفى أن تقرؤوه و أن تجيبوا على سؤالي
–بداية أنا فتاة في 20 من العمر أحافظ على صلاتي و صومي منذ صغري، و أحب الله و الرسول حبا جما و أحاول بأية صورة أن أحافظ على ديني من الشبهات و العصيان. أبتعد عن أصدقاء السوء و لم يحصل في حياتي أن دخلت موقعا إباحيا أو رأيت صورا أبدا، و أغض بصري إلى حد كبير إذ لا أستطيع النظر إلى عيني رجل خوفا من غضب الله –و كل خطوة من الحياة لا أفعلها إلا بعد أن أحسب لها حسابا إن كانت سترضي الرب-هكذا كنت أحيا-لكن حدث أن قرأت ذات يوم في موقع إسلامي عن حكم العادة السرية –و صدمت لما علمت أنها حرام لأنني كنت أقوم بها منذ أن كان عمري 5 سنوات (ربما لن تصدقوا هذا الأمر لكنها الحقيقة) فقد انقلبت حياتي إلى بكاء و حزن و ألم لأن كل تديني و حرصي على إرضاء الله كان كاذبا كيف لا و كنت أفعل حراما لمدة 12 سنة ( صحيح بجهل مني لكن...12 سنة ليست بمدة هينة ) حياتي أصبحت جحيما و أصبحت أحتقر نفسي و أفقد الثقة بها، و أستحي حتى أن أقف للصلاة لمجرد تذكري أن هذا الرب العظيم الذي منً علي بكل الخيرات كنت أنتهك حرمة شهره الكريم و أقف بين يديه للصلاة و أنا نجسة. لا يمكنني أن أشرح لكم شعوري بالألم مهما قلت –لكن بحمده تعالى قررت أن أبدأ صفحة جديدة و الآن أنا أقضي كل الصلوات و أيام رمضان لمدة 7 سنوات التي كنت فيها على هذه العادة(7 سنوات بعد البلوغ) و أطعم المساكين تطبيقا للكفارة - إنما لا زلت أشعر بالحزن و أن الله غاضب جدا مني –و المشكلة الأكبر أني صرت أتوسوس حول غشاء البكارة إذ إني لا أتذكر هل آذيت نفسي أو أدخلت شيئا لا أتذكر و لا أعرف لأني كنت صغيرة جدا و يستحيل أن أتذكر –و الآن أريد الذهاب إلى طبيبة لكشف العذرية لكني أتردد كثيرا فأنا أخشي أن تخبرني أني فقدتها و بذلك تسوء حالتي أو أهمل دراستي أو حتى أجن –لا أدري ماذا أفعل فأنا حائرة –و هل إني سأدفع ثمن هذه العادة المقرفة اللعينة و أنا لم أفعلها بإرادتي بل وجدت نفسي عليها ؟و هل أستحق العيش ذليلة محرومة من لقب الشرف بالرغم أني شريفة ؟ و هل أنا محكومة برؤية والدي مطأطأ الرأس و ضيعا إن أجبرت عن الزواج و أنا فاقدة لعذريتي ؟ و أنا التي لطالما حرصت أن يمشي بين أصدقائه معتزا بلقب والد البنت الشريفة التي لا ترفع عينيها من الأرض عفة ؟ هل علي أن أعيش كل هذه المآسي و هل أستحقها؟ و هل سأحرم من رؤية الرسول الكريم و ماذا سأقول لرب العباد يوم الحساب ؟
أرجوكم أن تخبروني ماذا أفعل أتوسل إليكم أنا في وضع مأساوي و لا أجد من أخبره سواكم ---في جاه الحبيب المصطفى--- أن تجيبوا على سؤالي .. شكرا جزيلا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير. ثم اعلمي أن الأمر أهون من ذلك بكثير والحمد لله، فليس الله تعالى غاضبا عليك لأنك فعلت ما فعلت عن جهل، والجاهل غير مؤاخذ، قال تعالى: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. وقال الله في جوابها: قد فعلت. رواه مسلم. ولا يلزمك على الراجح قضاء الأيام التي اقترفت فيها هذه العادة في رمضان لأن من أتى ما يفطر به جهلا لم يلزمه القضاء على الراجح، وانظري الفتوى رقم 127842 ورقم 79032 وإذا لم يلزمك قضاء لم تلزمك كفارة من باب أولى.

وأما الصلوات ففي وجوب قضائها خلاف أوضحناه في الفتوى رقم : 125226، ورقم 109981 وما دمت قد اخترت القضاء فهو الأحوط وهو قول الجمهور، فعليك أن تتحري عدد الصلوات التي صليتها بلا طهارة بأن صليت بعد خروج المني الموجب للغسل دون اغتسال، ثم اعملي بغلبة ظنك واقضي ما تحصل لك به غلبة الظن ببراءة ذمتك، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولبيان كيفية القضاء انظري الفتوى رقم 70806

وأما ما ذكرته عن غشاء البكارة فهو وهم فلا تلتفتي إليه وأحسني ظنك بالله تعالى ولا تشتغلي بالفكر في هذا الأمر ولن يكون بإذن الله ما تكرهين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني