السؤال
توفي رجل وترك زوجةً وبنتا وابنَ أخ مصاب بمرض عقلي، الأمر الذي ساعد الزوجة والبنت على حرمانه من حقه من ميراث عمه فاستولتا على التركة كلها ـ أرض وبيت ـ وقد منحت الزوجة منذ ما يزيد عن أربعين سنة أحد أقارب الزوج مجانا أرضا لبناء بيت على الملكية التي لم تقسم، وعند وفاة الزوجة انتقلت الملكية كلها إلى البنت، فتوفي هذا القريب الذي منحت له هذه الملكية العامة، ثم توفي ابن الأخ وترك ثلاث بنات، فأراد أبناء هذا القريب تبرئة ذمة أبيهم، فهل لهم أن يدفعوا ثمن الأرض التي بنى عليها أبوهم إلى بنات هذا المختل الذي لم يأخذ حقه من الميراث؟ أم أنه لابد أن يدفعوا للورثة جميعا؟ مع العلم أن البنت باعت من الأرض ولم تعط لبنات ابن عمها شيئا من ثمن ما باعت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإذا كانت الأرض الموهوبة لقريب الزوج والتي بنى عليها من جملة التركة ـ كما فهمناه من السؤال ـ فإنه يكون قد بنى على أرض مغصوبة من ذلك الوارث المختل عقليا، وقد تعددت أقوال الفقهاء فيمن بنى على أرض مغصوبة وذكرنا أقوالهم في الفتويين رقم: 28270, ورقم: 71323.
والذي نراه أن ورثة الشخص المشار إليه لا يلزمون بقبول القيمة، بل مخيرون بين المطالبة بهدم البناء وإرجاع الأرض لهم وأجرة القلع وأرش النقص في تركة الشخص الغاصب الذي بنى في تلك الأرض, وبين أن يدفعوا قيمة البناء منقوضا لورثة الغاصب ويأخذوا البناء والأرض, ولا شك أن الأولى رفع الأمر للمحكمة الشرعية عندهم لتنظر في القضية من جميع جوانبها، فقد تكون هناك تفاصيل مؤثرة في الحكم لم يذكرها السائل.
والله أعلم.