السؤال
ما حكم قول: يا سبحان الله ـ عند التعجب بدلا من قول: سبحان الله؟ عرفت أن: يا قدرة الله، أو يا لطف الله ـ ألفاظ شركية، وعندي وسوسة، كنت صائما ستين يوما متتابعة ككفارة وأثناء صيامي وبعد مدة شككت أنني قلت: يا سبحان الله ـ لتعجبي من أمر ما في أحد أوائل أيام الصيام ولا أذكر إذا كنت قد قلت: يا سبحان الله ـ أو قلت، سبحان الله ـ فقط، أم لم أقل شيئا، وإذا كنت قد قلت: يا سبحان الله فأنا أقصد: سبحان الله ـ ولم أقصد الشرك وستكون قد خرجت مني بشكل عفوي لا عن قصد الاستغاثة بصفة، وأنا متأكد من هذا ـ إذا كان قد حدث ـ فهل احتمال أنني قد قلت: يا سبحان الله ـ كما شرحت يجعلها كفرا أو ردة؟ وهل تجب علي إعادة صيام الستين يوما لمجرد الشك؟ وما حكم قول: يا سبحان الله ـ عند التعجب بدلا من قول: سبحان الله ـ للجاهل وهو يقصد معنى: سبحان الله ـ وليس دعاء الصفة دون أن يعرف أبعاد الموضوع؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه السائل الكريم أولا على ضرورة الابتعاد عن الوسواس، فإنه من مصائد الشيطان وخطواته التي يجر بها الإنسان إلى ما لا تحمد عقباه، وأهم علاج له هو الإعراض عنه وعدم الالتفات إليه والانشغال عنه بذكر الله تعالى والأعمال النافعة، وانظر الفتوى رقم: 3086.
وأما قول القائل: يا سبحان الله ـ عند التعجب فلا حرج فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ فقد جرى به ألسنة السلف الصالح من الصحابة الكرام ومن بعدهم من أهل العلم إلى يومنا هذا، بل ورد في بعض الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ردا على ما جاء في كتاب هرقل من قوله: تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار إذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سبحان الله إذا جاء الليل فأين النهار؟. رواه أبو يعلى في مسنده.
ومن ذلك قول عائشة ـ رضي الله عنها ـ في بعض روايات حديث المرأة التي قالت: يا رسول الله كيف أتطهر بها؟ قالت عائشة: فقلت لها أنا يا سبحان الله تتبعين آثار الدم. وهذه الرواية في مسند الطيالسي.
ومنه قول عمر ـ رضي الله عنه ـ لسواد بن قارب عند ما غضب من قوله: فأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ فقال عمر يا سبحان الله والله ما كنا عليه من الشرك أعظم من كهانتك. رواه الطبراني في الكبير.
ولذلك لا تأثير لهذا القول على صومك ولا على عقيدتك ـ إن شاء الله تعالى ـ والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى البعد عن الوسواس وما يؤدي إليه.
والله أعلم.