الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه السائل الكريم أولا على ضرورة الابتعاد عن الوسواس، فإنه من مصائد الشيطان وخطواته التي يجر بها الإنسان إلى ما لا تحمد عقباه، وأهم علاج له هو الإعراض عنه وعدم الالتفات إليه والانشغال عنه بذكر الله تعالى والأعمال النافعة، وانظر الفتوى رقم: 3086.
وأما قول القائل: يا سبحان الله ـ عند التعجب فلا حرج فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ فقد جرى به ألسنة السلف الصالح من الصحابة الكرام ومن بعدهم من أهل العلم إلى يومنا هذا، بل ورد في بعض الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ردا على ما جاء في كتاب هرقل من قوله: تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار إذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سبحان الله إذا جاء الليل فأين النهار؟. رواه أبو يعلى في مسنده.
ومن ذلك قول عائشة ـ رضي الله عنها ـ في بعض روايات حديث المرأة التي قالت: يا رسول الله كيف أتطهر بها؟ قالت عائشة: فقلت لها أنا يا سبحان الله تتبعين آثار الدم. وهذه الرواية في مسند الطيالسي.
ومنه قول عمر ـ رضي الله عنه ـ لسواد بن قارب عند ما غضب من قوله: فأنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ فقال عمر يا سبحان الله والله ما كنا عليه من الشرك أعظم من كهانتك. رواه الطبراني في الكبير.
ولذلك لا تأثير لهذا القول على صومك ولا على عقيدتك ـ إن شاء الله تعالى ـ والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى البعد عن الوسواس وما يؤدي إليه.
والله أعلم.