الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرسل لكم هذه الكلمات التي تأمل أنامل من كتبها في أن تجد الرد كما عودتمونا جزيتم الجنة، لا أريد فتوى منكم في هذه الرسالة وإنما أريد كلمات منكم، وأيضا هناك سؤال في آخر الرسالة وأنتم أهل الذكر والعلم والدين: أنا شخص قد ابتليت بخوف ووسوسة شديدة جدا، ومصاب بوسواس قهري منذ صغر سني وهو يتعدد بأشكال ويتنوع بأنواع وألوان أتعبتني، فمن وسوسة الطهارة إلى المرض إلى النطق إلى المحبة حتى جاء أكبرهم وأشدهم علي والله وهو وسواس الطلاق والعياذ بالله، والله إنه ليأتيني من عدة أبواب في هذا الجانب، كلما قرأت فتوى أراحتني أتاني من جانب آخر وكأنه يقول لي: لن أجعلك تسعد وترتاح. زواجي بعد أقل من شهر وهو يكاد يلازمني في أكلي وشربي وكل وقتي، حتى الآن جاءني من جانب الشرك والعياذ بالله والله إن رأسي يكاد ينفجر خوفا من يوم القيامة وخوفا من المصير . جنة أو نار لا يبرح تفكيري، تعبت ورب الكعبه والله العظيم، تعبت ولكن هناك ما يخفف علي وهو علمي أنه ابتلاء وأحمد الله عليه وراض به ورب الكعبة.
سؤالي هو: كيف أعرف أن ما يدور برأسي ليس مني بل من الوسواس ؟؟؟ يعني لو دار شيء برأسي وخفت أن يكون مني كيف أرد على نفسي، وكيف أثبت لنفسي أنه ليس مني بل من الوسواس ومن الشيطان اللعين ؟؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فنسأل الله لك العافية، ونسأل الله أن يلهمك رشدك ويعيذك من شر نفسك، واعلم أيها الأخ الكريم أن الشيطان للعبد بالمرصاد، وأنه لن يدعه من كيده ومكره ووسوسته، فعليك بالاستمرار في المجاهدة والاجتهاد في الدعاء واللجأ إلى الله تعالى، وأعرض عن هذه الوساوس في أي صورة عرضت وعلى أي وجه أتت. واعلم أنك مهما جاهدت نفسك ستنال توفيق الله تعالى وسيذهب الله عنك ما تجد بمنه، ولا يصرفنك عن هذه المجاهدة ما يلقيه الشيطان في قلبك من أن الأمر ربما لا يكون وسوسة، فهذا أيضا من جملة مكايده وحبائله التي ينصبها لك، فامض في مجاهدة نفسك والإعراض عن جميع هذه الوساوس حتى تذهب عنك وتعود شخصا طبيعيا بإذن الله، ثم إن الفكر في الآخرة والجنة والنار أمر حسن، لكن لا بد أن يكون هذا الفكر فكرا مثمرا ينتج لصاحبه الاجتهاد في العبادة والحرص على فعل الطاعات ومجانبة المعاصي، وأما أن يصير هذا الخوف خوفا مرضيا يقعد صاحبه عما يجب عليه فعله فهذا الذي لا ينبغي، بل اجتهد في طاعة الله راجيا ثوابه خائفا من عقابه عالما أنه تعالى أرحم بالعبد من أمه التي ولدته وأن رحمته تعالى سبقت غضبه وأن رحمته تعالى وسعت كل شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني