الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاني من وسوسة شديدة تتعلق بالنجاسات فكيف تتخلص منها

السؤال

أنا مريضة بمرض الوسواس القهري، وسبق أن بعثت أسئلة لكم، والحمد لله بفضل الله ثم الدواء وأجوبتكم الشافية تحسنت، ولكن سبق أن قلت لكم قبل فترة أن عندي عقدة من أطفال أقارب زوجي، كانوا يبقون عندي بسبب ظروف عمل أمهم، كنت مجبرة على ذلك، وكانوا يبولون على ملابسي وسجادتي، ولكن الحمدلله بعد سنين من العذاب خف علي المرض، لكن قبل فترة واحد من هؤلاء الأطفال بينما كان يلعب مع أولادي في بيتنا نزف دما من أنفه، وأمه لم تقم بتغسيله حيث كان وجهه ويداه ملوثة بالدماء، بل فقط مسحت الدم بمنديل "كلنكس"وقتها أخذت الموضوع عادي لجهلي أن الدم نجس، وبعد أن عرفت أن الدم نجس جن جنوني، وانتكست خصوصا أني لم أقم بتنظيف المكان، أوغسل ملابس أولادي وألعابهم حيث كانو يلعبون سويا، وفحصها، كنت أحسب الدم طاهرا، كانت ملابس أولادي شتوية، والآن قمت بخزنها بدون غسلها، والآن أي بقعة أراها أحسبها دم ذلك الطفل حتى أن ابنتي نزفت أمس من أنفها، فعندما أرى الدم على المغسل أو ملابسها أقول إنه دم ذلك الطفل وأتوتر وأتعب وأتخيل أشياء لم تحدث، ماذا أفعل؟ ساعدوني، فأنا على حافة الجنون وقلقة ومتوترة والكآبة دمرتني .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيبدو أنك ما زلت تعانين من هذا الوسواس بشكل كبير، وننصحك بالاستمرار في العلاج، وأن تستجيبي لما نصحناك به من قبل من الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، والأمر يسير إن شاء الله، فإن الدم وإن كان نجسا لكن اليسير منه يعفى عنه في البدن والثوب. وانظري الفتوى رقم : 134899. لبيان ما يعفى عنه من النجاسات، فلو فرضنا أن شيئا من الدم اليسير أصاب ثياب الأطفال أو ألعابهم لم يكن في ذلك حرج البتة وكان معفوا عنه، كيف وذلك كله وهم ووسواس لا حقيقة له. وقد بينا لك من قبل أنك إذا شككت في أن النجاسة أصابت شيئا ما من بدن أو ثوب أو مكان فالأصل استصحاب الطهارة وعدم الحكم بالنجاسة حتى يحصل اليقين الجازم بتنجس هذا الشيء. فلا تتركي نفسك فريسة للوساوس. ونسأل الله أن يتم عليك نعمته، وأن يعجل بشفائك من هذا الداء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني