السؤال
يقول الله تعالي : {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} آية (36) من سورة الزخرف
السؤال: إذا كان عبد مسلم أعرض عن الذكر، وارتكب الكبائر وجميع المعاصي، ولم يتب وتمادي في الظلم، فقيض له الله سبحانه وتعالي شيطاناً جزاء له، وانطبقت عليه هذه الآية، فإذا تاب هذا العبد وأراد الرجوع إلى ربه، فهل يقبل ربه توبته، ويصرف عنه هذا الشيطان. مع العلم أن هذا العبد ارتكب جميع المحرمات والكبائر وعقوق الأم، وقد يئس من الرحمة، وانقطع أمله من الرحمة بسبب الذنوب والمعاصي. فماذا يفعل إذا أراد أن يرحمه الله ويصرف عنه ما هو فيه من الحزن واليأس؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من تاب من ذنبه صادقا يتقبل الله توبته إذا حصل ذلك قبل الغرغرة أو طلوع الشمس من مغربها، فقد قال الله تعالى: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {المائدة:39}. وقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام:54} وفي حديث الترمذي: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
فعلى هذا الشخص أن يصدق في توبته إلى الله تعالى، وأن يتذكر رحمته وفرحه بتوبة التائبين ومحبته لهم وبسطه يده يوميا لهم كما في حديث مسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
وعليه أن يستسمح أمه من العقوق السابق، ويحرص على البر بها والإحسان إليها دائما، وأن يبتعد عن اليأس من الرحمة، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {الحجر:56}
والله أعلم.