الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من تاب من ذنبه صادقا يتقبل الله توبته إذا حصل ذلك قبل الغرغرة أو طلوع الشمس من مغربها، فقد قال الله تعالى: فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {المائدة:39}. وقال تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام:54} وفي حديث الترمذي: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
فعلى هذا الشخص أن يصدق في توبته إلى الله تعالى، وأن يتذكر رحمته وفرحه بتوبة التائبين ومحبته لهم وبسطه يده يوميا لهم كما في حديث مسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
وعليه أن يستسمح أمه من العقوق السابق، ويحرص على البر بها والإحسان إليها دائما، وأن يبتعد عن اليأس من الرحمة، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {الحجر:56}
والله أعلم.