الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقوده الوسوسة إلى الاستمناء فما حكمه

السؤال

أنا طالب بهندسة المنصورة ، أنا مهتم بالدين مثل بعض زملائي ،أنا مريض بالوسواس القهري حيث تأتيني أفكار جنسية لا داعي لها ولا سبب لها، ولا ترحل مهما فعلت مما تنتهي بى لممارسة العادة السرية التي أرفضها بشدة ،المشكلة الكبرى أني مثلا أكون خارجا من الحمام وطاهرا، فأقع في هذه الأفكار مما ينتهي بي لممارسة العادة السرية، مما يتوجب علي أن أتطهر مرة أخرى، وهكذا، لذا فأنا أسأل هل عملي للعادة السرية بسبب الوسواس القهري يجعلني غير طاهر، علما بأني آخذ دواء للوسواس القهري، ولكنه يحتاج لـ 13 أسبوعا حتى يعطي تأثيرا كاملا ، لو أنا أصبحت غير طاهر سأضطر للتطهر وأدخل فى دائرة ، علما بأني لا يمكنني الاستحمام كل يوم أو مثلا الاستحمام مرتين متتاليتين لأني أصاب بالبرد بسرعة كبيرة، مما يجعلني غير مركز في مذاكرتي وهكذا، بالإضافة إلى أن شعوري بأني غير طاهر يصيبني باكتئاب نفسي يزيد الأمور سوءا، علما بأن مريض الوسواس القهري حساس بعض الشيء بشكل زائد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلم أن الواجب عليك هو مدافعة هذه الوساوس والأفكار ما أمكنك ذلك، وألا تسترسل معها حتى تفضي بك إلى الاستمناء المحرم، واستعن على ذلك بالدعاء والصيام ونحو ذلك من الأدوية الشرعية الشريفة، إضافة إلى الأدوية الحسية التي تتعاطاها، فإن عجزت عن المدافعة وغلبت على هذا الفعل رجونا ألا يكون عليك إثم إن شاء الله لأنك في معنى المكره.

وأما الاغتسال فهو واجب عليك كلما خرج منك المني الموجب للغسل، ولا يجوز لك أن تصلي حتى تغتسل من الجنابة لقوله عز وجل: وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ {المائدة:6}

لكن إن كنت تخشى حدوث المرض بسبب الغسل وعرفت ذلك بنحو تجربة أو إخبار طبيب ثقة، فإنك تغسل ما لا تتضرر بغسله من بدنك وتتيمم عن الباقي. ولمزيد التفصيل راجع الفتوى رقم: 115376.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني