الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم مدافعة الوساوس يزيدها تمكنا

السؤال

سؤالي هو في باب الاستهزاء: رآني أخي بعد فترة طويلة، وقد أعفيت لحيتي، فقال لي ما قصة هذه اللحية؟ فرددت عليه مبتسما: ما هي أتعجبك؟ وبعدها أصابني الخوف والهلع أخشى أن يعد ذلك استهزاء -والعياذ بالله- مع أني أحب الدين، ولا أرضى بمن يستخف أو يستهزئ به؟ وهل فيما فعلت استهزاء؟ مع العلم أني أعاني من الوسوسة، وخاصة في هذا الباب. فماذا تنصحوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن حذرنا من الاسترسال في أمر الوسوسة عموماً، وبينا أن التمادي في ذلك يزيد الوساوس تمكنا، وأن لا شيء أنجع في علاجها من الإعراض عنها. ويراجع في ذلك الفتويين التاليتين: 137818 ، 145089.

وما حدث منك لا يعد من قبيل الاستهزاء، بل هو من آثار الوساوس وأعراضها، فاتق الله سبحانه، وأعرض عن هذه الهواجس الشيطانية.

أما سؤال أخيك لك عن اللحية بهذه الطريقة، فهذا لا ينبغي، خصوصاً إذا كان يعلم أنها من السنن المؤكدة؛ لأن الواجب على المسلم أن يعظم شعائر الله ويوقرها، قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}، وأما إن كان يجهل كونها من السنن فعليك أن تعلمه ذلك، وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 19539 أن اللحية من شعائر الدين ومن سنن الأنبياء والمرسلين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني