السؤال
من فضلكم: ذكرت في خطبة الجمعة تفسير سورة الضحى، ثم سألني بعض الناس عن ذلك فأخبرتهم أنه من تفسير الفخر الرازي، فهل هذا صحيح؟ وإذا لم يكن صحيحا، فهل هناك ما ينفي ذلك؟ وهو كالتالي: السؤال الخامس: هل أحد من المذكورين فسر الضحى بوجه محمد صلى الله عليه وسلم، والليل بشعره؟ والجواب: نعم ولا استبعاد فيه، ومنهم من زاد عليه فقال: والضحى: ذكور أهل بيته، والليل إناثهم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك وللخطباء أن ينفع الله بكم وأن يرزقكم الفهم عن الله والتفقه في دينه ونفيدك بأن من الأمور التي يشغل الشيطان بها بعض الوعاظ عن الهدف الأصلي الذي هو هداية الناس وربطهم بالله أن يشغلهم بأمور يصعب فهمها على السامعين ، و الأولى تذكير الناس في الخطب بما يفهمونه مما تؤكد من صحته وأن يخاطب الناس على قدر عقولهم، وفي الأثر عن ابن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. رواه مسلم
وروى البخاري في صحيحه تعليقا عن علي ـ رضي الله تعالى عنه ـ أنه قال: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟.
وفي صحيح مسلم عن ابن وهب قال: قال لي مالك: اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع.
وأما ما ذكرت في الخطبة: فهو مما عدل فيه صاحب هذا القول عن الظاهر بغير دليل والأصل تقديم الظاهر وعدم العدول عنه إلا بدليل، وفي تفسير الألوسي بعد نقل ما ذكر الرازي: ولا يخفى أنه ليس من التفسير في شيء. اهـ.
وقد صح عن علماء السلف تفسير الآية بالظاهر المتبادر من معناها، قال ابن كثير: هذا قسم منه تعالى بالضحى وما جعل فيه من الضياء، والليل إذا سجى ـ أي: سكن فأظلم وادلهم، قاله مجاهد، وقتادة، والضحاك وابن زيد، وغيرهم، وذلك دليل ظاهر على قدرة خالق هذا وهذا، كما قال: والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى. اهـ.
وفي الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور: أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة: والضحى ـ قال: ساعة من ساعات النهار ـ أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة: والليل إذا سجى ـ قال: سكن بالخلق. اهـ.
والله أعلم.