السؤال
أنا صاحبة الفتوى 148441 أرجو منكم قراءة رسالتي، وصلت لحد الجنون، وقد طبقت ما قلتم لي عن الوساوس أي عدم الالتفات لها، ولكن لم يجد نفعا، حيث اشتد الحال وجاءتني أفكار كفرية لا أستطيع قولها، ويضيق صدري، وأستعيذ بالله من الشيطان، وأقول آمنت بالله ورسله ثم أشهد الشهادتين، فتذهب فقط لخمس دقائق، وترجع بشدة حتى أزعجتني في دراستي، ولم أستطع التركيز، عند رؤية الصليب تأتيني الأفكار فأظل أشك هل فعلت ما يفعله النصارى عند رؤيته، ويقول لي رأسي أني فعلت أو عندما أرفع يدي لأحك وجهي أو شيء يقول لي فعلت ولا تتركني الفكرة، فينتابني ضيق وتقول لي نفسي إني خارجة عن ديني، ويجب علي الغسل لدخول الدين، وهذه الفكرة تؤلمني أكثر وألوم نفسي، ويقول لي رأسي إني منافقة والعياذ بالله، أحس أني أستحق عدم وجودي في هذه الدنيا، كيف أعيش وتأتيني أفكار خبيثة عن ديني وأفكار عن ربي. أفضل مرض جسدي والصبر عليه عن هذه الأفكار، تمنيت أن أغسل دماغي، أرجوكم ماذا أفعل لا أريد الموت على هذا الحال، المرجو إجابتي سريعا أحس أني خبيثة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك الشفاء العاجل والعافية التامة من جميع الأدواء، ثم اعلمي أيتها الأخت الكريمة أن هذه الوساوس لا تضرك مهما كثرت، وأن الله تعالى لا يحاسبك عليها ولا تأثمين بها ما دمت كارهة لها، بل كراهتك لها ونفورك منها دليل على صدق إيمانك، وهذا هو صريح الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فاعلمي أنك على خير عظيم بمجاهدتك نفسك في التخلص من هذه الوساوس، وهذه الوساوس من كيد الشيطان ومكره يريد بها أن يفسد عليك حياتك.
فلا تستجيبي له ولا تمكنيه من نفسك ليبذر فيها بذور الوسوسة الخبيثة، واعلمي أنك على دينك والحمد لله مهما وسوس لك الشيطان بخلاف ذلك، فالذي ننصحك به هو أن تستمري في المجاهدة والإعراض عن هذه الوساوس كلما أتتك حتى ييأس الشيطان منك، فكلما قال لك الشيطان قد كفرت أو خرجت من الإسلام فادرئي في نحره وتعوذي بالله من شره، وقولي له بلسان الحال اخسأ عدو الله، بل أنا باقية على الإسلام والحمد لله، ولا يضرك أن تموتي على هذه الحال، فإنك من أهل الإسلام والحمد لله، ولو قدر أن أجلك حضر وأنت مقيمة على مجاهدة الوساوس لم يضرك ذلك شيئاً، فأنت مأجورة مثابة على ما تبذلينه من الجهد في التخلص من الوساوس.. وننصحك بأن تجتهدي في الدعاء أن يصرف الله عنك هذه الوساوس ويخلصك منها، فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو. وانظري للفائدة الفتوى رقم: 147101 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.