الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك الشفاء العاجل والعافية التامة من جميع الأدواء، ثم اعلمي أيتها الأخت الكريمة أن هذه الوساوس لا تضرك مهما كثرت، وأن الله تعالى لا يحاسبك عليها ولا تأثمين بها ما دمت كارهة لها، بل كراهتك لها ونفورك منها دليل على صدق إيمانك، وهذا هو صريح الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فاعلمي أنك على خير عظيم بمجاهدتك نفسك في التخلص من هذه الوساوس، وهذه الوساوس من كيد الشيطان ومكره يريد بها أن يفسد عليك حياتك.
فلا تستجيبي له ولا تمكنيه من نفسك ليبذر فيها بذور الوسوسة الخبيثة، واعلمي أنك على دينك والحمد لله مهما وسوس لك الشيطان بخلاف ذلك، فالذي ننصحك به هو أن تستمري في المجاهدة والإعراض عن هذه الوساوس كلما أتتك حتى ييأس الشيطان منك، فكلما قال لك الشيطان قد كفرت أو خرجت من الإسلام فادرئي في نحره وتعوذي بالله من شره، وقولي له بلسان الحال اخسأ عدو الله، بل أنا باقية على الإسلام والحمد لله، ولا يضرك أن تموتي على هذه الحال، فإنك من أهل الإسلام والحمد لله، ولو قدر أن أجلك حضر وأنت مقيمة على مجاهدة الوساوس لم يضرك ذلك شيئاً، فأنت مأجورة مثابة على ما تبذلينه من الجهد في التخلص من الوساوس.. وننصحك بأن تجتهدي في الدعاء أن يصرف الله عنك هذه الوساوس ويخلصك منها، فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو. وانظري للفائدة الفتوى رقم: 147101 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.