الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للمرأة طلب الطلاق لتقصير الزوج في دينه وفي حقها وحق أولاده

السؤال

أنا سيدة متزوجة ولدي أربعة أولاد ثلاثة منهم في المرحلة الابتدائية، وأعمل بإحدى الجهات الإدارية بدوام كامل، وأحاول جهدي ألا أقصر في حق زوجي وأولادي وبيتي، وأكرس لهم صحتي ومالي ليعيشوا في أفضل الظروف، مشكلتي أن زوجي لا يقدر ذلك، علماً بأنني منذ شهر قمت بإجراء جراحة الفتق وكانت قيصرية، ورغم هذا بمجرد أن أحسست بالتعافي قمت لأداء واجباتي اليومية دون كلل ، ومع هذا يقابلني بالنكران والجحود بحجة أنني أفسد الأولاد بالصرف عليهم ، متحججاً بأنه تربى بأقل الظروف ولم يكن يحصل حتى الضروري، علماً بأنني لا أوفر لهم إلا الضروري الذي يمانع هو بتوفيره، وكانت المشكلة على شرائي أدوات مدرسية قبل الامتحانات للأولاد ، فغضب ووجه لي الشتائم ولامني وتوجه بعدها للومي بأنني مقصرة في حقه ولا أكوي له ملابسه، ولأول مرة يهددني بإلقاء اليمين علي ، لا أدري ما حل به، علماً بأنه منذ زواجنا مقصر في حق ربه ولا يكمل صلواته ، ومبتعد عن ربه ، والغريب أنه لا يميل إلى أي من المعاصي ، ويحترمه ويعرفه الناس بصلاحه وهو شخص معروف في مجال عمله ، إلا أنه لا يقوم بواجباته اتجاه أطفاله وبيته ويعتبرها درجة ثانية حتى الضروري منها ، لم أعد أحتمل تصرفاته وركاكته ، ولا بعده عن دينه ولا تجاهله لجهودي واستنكاره لها ، والأسوأ من ذلك طريقة معاملته لأبنائه تخلو من الحنان فكأنه الجلاد يخشى أبناؤه حتى طلب احتياجاتهم منه.
سؤالي عن حكم الدين في طلب الطلاق منه للأسباب التي أسلفتها، ورغم أنني أكره ذلك مراعاة لنفسية الأولاد ولكني أرى أنهم إذا ابتعدوا عنه ربما يكون ذلك أفضل لهم والأكثر من ذلك لم أعد أطيق معاشرته وهو في هذا البعد عن دينه؟ أرجو الرد على سؤالي .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فقد سبق أن بينا الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق في الفتويين: 37112 ، 116133.

لكن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح ولا سيما في حال وجود أولاد، و إذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق.

فالذي ننصحك به ألا تتعجلي في طلب الطلاق، وأن تتفاهمي مع زوجك وتنصحيه بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن ضيعها، ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى رقم: 3830.

ولا مانع من الاستعانة ببعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم ممن يقبل قولهم لينصحوه في ذلك ويطالبوه بمعاشرتك بالمعروف والقيام بواجبه نحو أولاده وإحسان معاملتهم، وينبغي أن تحثيه على مصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة وتتعاوني معه على طاعة الله مع الإلحاح في الدعاء له بالهداية، فإن لم يستقم ويعاشرك بالمعروف فلتتشاوري مع العقلاء من أهلك وتوازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني