الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق في الفتويين: 37112 ، 116133.
لكن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح ولا سيما في حال وجود أولاد، و إذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق.
فالذي ننصحك به ألا تتعجلي في طلب الطلاق، وأن تتفاهمي مع زوجك وتنصحيه بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن ضيعها، ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى رقم: 3830.
ولا مانع من الاستعانة ببعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم ممن يقبل قولهم لينصحوه في ذلك ويطالبوه بمعاشرتك بالمعروف والقيام بواجبه نحو أولاده وإحسان معاملتهم، وينبغي أن تحثيه على مصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة وتتعاوني معه على طاعة الله مع الإلحاح في الدعاء له بالهداية، فإن لم يستقم ويعاشرك بالمعروف فلتتشاوري مع العقلاء من أهلك وتوازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين.
والله أعلم.